انتشلت فرق الإغاثة بالصين 33 شخصا من بين الأنقاض بعد مضي أربعة أيام على زلزال مدمر ضرب إقليم سيشوان جنوب غرب البلاد، وأدى إلى تشريد نحو خمسة ملايين شخص وسقوط أكثر من 22 ألف قتيل وسط توقعات المسؤولين بأن يتجاوز عدد القتلى خمسين ألفا. وأفادت وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية أن فرق الإغاثة تنتظر “معجزات أخرى” بعد إنقاذ 33 شخصا الجمعة في مدينة بيشوان. ونقلت عن شهود في المنطقة قولهم إنه جرى إنقاذ عامل عمره خمسين عاما في مصنع انهار بعد أن ظل محتجزا تحت الأنقاض زهاء مائة ساعة.كما أنقذ عمال الإغاثة طفلا من بين أنقاض مدرسة في بيشوان بعد ثمانين ساعة من الزلزال، وتمكنوا من سماع أصوات استغاثات ضعيفة من بين الأنقاض. وكافحت فرق الإنقاذ الجمعة لدفن قتلى الزلزال -الذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر- وتقديم المساعدات لعشرات آلاف المصابين وللمشردين الذين دمرت منازلهم، وباتوا من غير مأوى بعد أن تسببت هزة ارتدادية جديدة قوية في دمار جديد. فقد أصابت هزة ارتدادية قوتها 5.9 درجات على مقياس ريختر منطقة ليشيان إلى الغرب من مركز الزلزال في بيشوان، فقطعت الطرق والاتصالات التي تم إصلاحها حديث دون معرفة عدد القتلى أو المصابين جراء هذه الهزة. وقد حشدت السلطات 130 ألفا من أفراد الجيش وقوات الأمن بمنطقة الكارثة، لكن في ظل إغلاق الطرق يواجه عمال الإنقاذ والإمدادات صعوبة في الوصول إلى المناطق المنكوبة. حيث تتخوف السلطات من احتمال حدوث أوبئة إذا لم يتم دفن القتلى أو إحراق جثثهم عاجلا. من جانبه طالب رئيس البلاد بتسريع أعمال الإغاثة بالمناطق التي ضربها الزلزال، وجاءت تصريحات هو جينتاو بعد وصوله منطقة ميانيانغ وهي واحدة من أكثر المدن تضررا من الزلزال، وذلك في إطار جولته الميدانية على المناطق المنكوبة للاطلاع على جهود الإغاثة. وقبيل مغادرته العاصمة التقى جينتاو رئيس وزرائه وين جياباو الذي عاد من المناطق المنكوبة في مقاطعة ينغكسيو حيث وصف الكارثة بأنها “الأشد تدميرا” منذ زلزال ضرب مدينة تانغسين شمال البلاد عام 1976 وأسفر عن مقتل زهاء ثلاثمائة ألف شخص. ودعا وين جياباو المسؤولين لضمان الاستقرار الاجتماعي في وقت تزايد فيه الإحباط والإرهاق بين الناجبن الذين فقد كثيرون منهم كل شيء، ويعيشون في خيام أو في العراء.