دوزجاي تركيا - رويترز - في ظل طقس شديد البرودة وضباب كثيف بدأت فرق الانقاذ، ومن حالفه الحظ في النجاة، جهوداً حثيثة للبحث عن أحياء تحت أنقاض ثاني زلزال مدمر يضرب شمال غربي تركيا في أقل من ثلاثة أشهر. وقال مسؤولون ان أكثر من 269 شخصاً قتلوا في الزلزال الذي ضرب اقليم بولو شمال غربي تركيا وبلغت شدته 7.2 درجات بمقياس ريختر، وشعر به سكان العاصمة أنقرة والعاصمة التجارية اسطنبول. وقدر خبراء الخسائر المادية الناجمة عن الزلزال بعشرة بلايين دولار. ومن المعتقد ان مئات الاشخاص ما زالوا محاصرين تحت أنقاض عشرات المباني التي انهارت مساء السبت. وخرجت صحيفة "صباح" اليومية بعنوان: "يا ألهي... الألم" وهي تتحدث عما وصفته بأنه "كابوس الزلازل الذي لا ينتهي" في تركيا. ووقعت توابع عدة للزلزال صباح أمس. وحاولت فرق الانقاذ البحث عن ناجين مساء، ولكن لم يتضح عدد المفقودين بدقة، بسبب أجواء الفوضى الهائلة في مناطق شمال غربي تركيا التي لا تزال تتعافى من أثار زلزال مدمر قتل أكثر من 17 ألف شخص في آب اغسطس الماضي. وعادت صور المباني المهدمة والذين ينخرطون في بكاء حار الى شاشات التلفزيون التركي الذي بث نداءات عاجلة تدعو للتبرع بأغطية للناجين. وقال الرئيس التركي سليمان ديمريل في انقرة: "نواجه كارثة جديدة. انه زلزال مدمر وأتمنى ألا نواجه خسارة كبيرة". ويعتقد ان فرص انتشال احياء من تحت الانقاض ضعيفة للغاية بسبب الطقس البارد. وقال مسؤولو مطار اسطنبول ان المطار يستعد لاستقبال 11 طائرة تقل فرق انقاذ اجنبية منها خمس فرق من اليونان وأربعة من اسرائيل وفريق من بريطانيا وآخر من ايطاليا. وأعلنت فرنسا انها سترسل فريق انقاذ من 11 شخصاً بناء على طلب انقرة. وتحدثت الصحف عما تشعر به تركيا من ألم بسبب ثاني زلزال مدمر خلال ثلاثة اشهر. وسارع المسؤولون وقوات الجيش الذين تعرضوا لانتقادات حادة بسبب بطء استجابتهما لزلزال 17 آب بإرسال مساعدات الى المناطق المنكوبة. وتم ارسال ثلاث طائرات هليكوبتر عسكرية و165 سيارة اسعاف وعشرات من رجال الاسعاف الى المنطقة. كما أرسل الجيش ست فرق وقوات كوماندوس خاصة من البلدات القريبة. وأرسلت الشرطة 50 شخصاً من فرق مكافحة الارهاب للمساعدة في جهود الاغاثة. وأشادت صحيفة "راديكال" باستجابة الحكومة "هذه المرة". من ناحية اخرى، قالت متحدثة باسم قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ان خطط عقد القمة في اسطنبول لم تتغير بعد الزلزال في 18 و19 تشرين الثاني نوفمبر الجاري والمقرر ان يشارك فيها زعماء 54 دولة في مقدمه الرئيس بيل كلينتون. وقالت مليسا فليمنغ: "لا تغييرات اطلاقاً. لا يبدو ان هناك أحداً يشعر بقلق". ومن المتوقع ان يصل كلينتون الى تركيا مساء اليوم.