إحتفلت الطوائف المسيحية في لبنان بعيد السيدة مريم ونبّه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير من أن الفقر الروحي والأخلاقي يخلخل قواعد المجتمع ويثير فيه الإضطرابات. وقال صفير في عظة الأحد "اننا اصبحنا نعيش في جو غير مبال بالدين لكي لا نقول معادٍ له، هذا ما اشار اليه البابا يوحنا بولس الثاني". وسأل "أفلا نرى ان هذه الظاهرة بدأت تفعل فعلها عندنا لدى بعض الذين لا يقيمون اي وزن للشؤون الدينية والقيم الروحية ويسعون الى سد حاجات الإنسان الدنيوية دونما نظر الى حاجاته الروحية اعتقاداً منهم انهم يكونون بذلك حصّنوه ضد كل المغريات، وهم يجهلون أو يتجاهلون ان الفقر الروحي والأخلاقي هو ما يخلخل قواعد المجتمع ويثير فيه الإضطرابات ويضرم نار الثورات؟". واعتبر ان عيد السيدة مريم "مناسبة يجب انتهاجها للعودة الى ينابيع الإيمان بالله الذي يولد في النفوس المؤمنة الرجاء والمحبة وهذا احوج ما نحتاجه في هذه الأيام التي تتطلب منا جميعاً التضافر في مواجهة ما ينتظرنا من عقبات وصعوبات". وفي زحلة، ألقى راعي ابرشيتها المطران اندريه حداد عظة تناول فيها الأزمة المعيشية الخانقة، ودعا الدولة الى "عدم الإكتفاء بالوعود ولا بملاحقة الإهدار والفساد وضبط صرف الأموال بل بفتح ابواب واسعة للعمل امام المواطنين لكسب العيش بطرق لائقة وشريفة، وإلى تأمين البنى التحتية الجيدة ووضع هذه الإهتمامات في سلّم الأولويات". وأشاد بالعهد مؤكداً دعمه لمواقف رئيس الجمهورية "الذي وضع في خطاب القسم مبادئ الإصلاح لأوضاع القسم، وكما أنجز تحرير منطقة جزين فان الأمل كبير في أن ينجز تحرير كل لبنان في مشروع سلام عادل وشامل يعيد كل مواطن إلى أرضه ويرفع عن لبنان شبح التوطين". واحتفلت منطقة جزين بالعيد لأول مرة بعد تحريرها وأقيمت صلاة في كفرحونة في كنيسة دير القديس جاورجيوس وترأسها متروبوليت عمان والاردن السابق لطائفة الروم الكاثوليك المطران سابا واكيم. وألقى عظة تناول فيها معاني العيد بعد ازالة الاحتلال الاسرائيلي على امل ان "تكون فرحتنا المقبلة بتحرير الجنوب والبقاع الغربي". وفي مشغرة، احتفل الارشمندريت سليم غزال بالعيد واعتبر في عظة ان "مسيرة العهد هي مسيرة الامن والقانون وعودة المهجرين".