سحبت الحكومة الروسية اعترافها بالرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف. وقررت اعتبار وضعه "غير شرعي". وأقدمت على تفعيل "برلمان شيشاني منحل" يقيم اعضاؤه في روسيا، تمهيداً لتشكيل "حكومة شيشانية في المنفى" موالية لموسكو. وفي الوقت نفسه، انتشرت مدرعات روسية في "نقاط ارتكاز" داخل الحدود الشيشانية، تحضيراً لاجتياح واسع النطاق يتوقع ان يتم بعد عشرة ايام. وحذر "مجلس المفتين" في روسيا الحكومة من مخاطر عملية برية في الشيشان. ودعا الى "وقف هستيريا العداء للاسلام". وتوغلت دبابات ومدرعات مسافة 15 كيلومتراً في الاراضي الشيشانية امس. واحتلت عدداً من المرتفعات الاستراتيجية ونقلت اليها وحدات خاصة بهدف فتح ممرات امام القوات الاساسية التي يتوقع عبورها في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الجاري. وأشار خبراء عسكريون في موسكو الى قصف روسي مركز استهدف الجسور والطرقات، بهدف عزل القوات الشيشانية عن بعضها بعضاً وتطويق كل منها على انفراد وضربه. وأفاد المركز الاعلامي للقوات الروسية ان اشتباكات وقعت في منطقة فيدنيو الشيشانية الجبلية القريبة من الحدود الداغستانية، بين "متطرفين اسلاميين" ومسلحين محليين طلبوا من انصار القائد شامل باسايف مغادرة المنطقة لئلا تتعرض قراها للقصف. وعلى رغم ان القيادة الداغستانية دعمت التحرك الروسي فإن رئيس برلمان الجمهورية يحيى علييف اكد امس ان محج قلعة "تعارض بشدة" القيام بعملية برية وتدعو الى اقامة حاجز عازل حول الشيشان والاكتفاء بضرب "قواعد الارهابيين" فيها. وفي السياق ذاته، أكد الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس المفتين ان اعضاء المجلس يؤيدون الاجراءات التي تتخذها موسكو لمكافحة الارهاب، لكنهم يعارضون الاجتياح. وأعرب عن قلقه لأن عدداً من وسائل الاعلام الروسية يعمد الى "الربط" بين الاسلام والارهاب، ما يشيع انطباعاً لدى المواطنين بأن الدين الاسلامي يدعو الى العنف. ودعا المجلس الى "وقف هستيريا" العداء للاسلام. ووجهت غروزني دعوات رسمية الى روسيا وجمهوريات القوقاز لحضور "مؤتمر الشعب الشيشاني" وهو اعلى هيئة للسلطة وينعقد في غروزني اليوم لدرس الاوضاع واعلان "براءة" الجمهورية من "الارهاب" واستعدادها لمكافحته. لكن الحكومة الروسية ردّت بتفعيل البرلمان الشيشاني المنتخب عام 1996 والذي حله الرئيس مسخادوف. وقررت اعتباره "الهيئة الاشتراعية الوحيدة المعترف بها" في الشيشان. وأصدر البرلمان الذي يقيم معظم نوابه في الأراضي الروسية بياناً استنكر فيه ممارسات "نظام دودايف - مسخادوف" الاجرامية. وأعلن "تمسك الشعب الشيشاني ببقائه ضمن روسيا الاتحادية". وطلب من الرئيس بوريس يلتسن "المساعدة على تطبيع الأوضاع في الشيشان". واستقبل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اعضاء هذا "البرلمان" وعدداً آخر من الشخصيات الشيشانية الموالية لموسكو، وفي مقدمهم الجنرال ابراهيم سليمانوف. وصرح علي علاء الدينوني عضو "البرلمان" بعد الاجتماع، بأن اعضاءه يعتزمون تشكيل حكومة شيشانية في المنفى.