أعلن مسلحون استولوا على مناطق في غرب داغستان قيام "دولة اسلامية". وطالبوا المسلمين بالتسلح ل"طرد الكفار" من أراضي الجمهورية. وناشدوا العاصمة الشيشانية غروزني تقديم الدعم والمساعدة، فيما أكد رئيس الوزراء الروسي المكلف فلاديمير بوتين ان "الوضع معقد ... لكنه سيعود الى طبيعته". واتهم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف السلطات الروسية ب"تركيب" الأحداث في داغستان. وأعلن ان "مجلس الشورى"، الذي شكل في منطقة الاحداث، عقد صباح الثلثاء اجتماعاً في قضاء بوطليخ الذي كان المقاتلون سيطروا على عدد من قراه، واكد "استعادة استقلال الدولة الاسلامية"، ملمحاً بذلك الى ما عرف ب "دولة الإمامة" بقيادة الإمام شامل الداغستاني في القرن الماضي. واعتبر مجلس الشورى الجهاد "فريضة على كل مسلم" وقرر اعلان الاحكام العرفية وتشكيل محاكم شرعية في "الأراضي المحررة". ودعا المجلس "الدولة الشيشانية المسلمة" الى دعم مسلمي داغستان واقامة علاقات مع الدولة الجديدة "دفاعاً عن حمى الأمة الاسلامية". وفي العاصمة الداغستانية محج قلعه، عقد "مجلس العلماء" اجتماعاً اكد بعده اعتراضه على إعلان الجهاد. وذكر مفتي داغستان الحاج احمد عبداللايف ان ما يجري هو "محاولة لفرض افكار دينية متطرفة بحجة السعي الى نقاء الاسلام". واعتبرت السلطات الداغستانية بيان مجلس الشورى دعوة الى إطاحة النظام الدستوري بالقوة. وغدت تطورات الاحداث في داغستان، أول اختبار يواجهه رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين الذي قال إثر اجتماعه مع الرئيس بوريس يلتسن امس ان "الوضع لا يزال معقداً ... لكنه يعود الى مجراه الطبيعي". ونفى بوتين ان تكون داغستان تشهد "حرباً"، لكنه اعترف بوجود "عمليات عسكرية". وذكر ان يلتسن وافق على "جملة اجراءات" أعدها مجلس الأمن القومي وتوقع ان يتم تطويق الأزمة في غضون 10 الى 14 يوماً. ووجه وزير الشؤون القومية فاتشيسلاف ميخايلوف اتهاماً مباشراً الى غروزني مؤكداً ان الجمهورية الشيشانية "تشن عدواناً" على جارتها. ورد مسخادوف ببيان شديد اللهجة قال فيه ان الحديث عن "زحف مغولي" من الشيشان يهدف الى صرف أنظار الرأي العام الروسي والعالمي عن جوهر الاحداث التي أكد انها "ركّبت" في موسكو ضمن "لعبة قذرة" هدفها تقسيم شمال القوقاز الى مناطق نفوذ. واكد ديبلوماسي روسي تحدثت اليه "الحياة" ان لدى موسكو مبررات للاعتقاد بأن "أطرافاً اجنبية" لها صلة بالأحداث. ولمح الى احتمال تورط "أفراد ينحدرون من دول خليجية" لكنه رفض تأكيد أو نفي هل ان المقصود اسامة بن لادن. وعلى الصعيد الميداني، اعترفت موسكو امس بمقتل أحد أبرز طياريها، الحاصل على لقب بطل روسيا، يوري ناووسوف الذي أصيبت مروحيته أثناء قصف بالهاونات لمطار بوطليخ. واكدت وزارة الداخلية ان قواتها استخدمت الصواريخ والمدفعية لضرب مواقع المسلحين. وذكرت انهم تراجعوا من قرى عدة واعادوا تجميع قواتهم في قضاء بوطليخ. واعترف القائد العام لسلاح الجو الجنرال اناتولي كورتوكوف بأن الطائرات الانقضاضية استخدمت امس ل "الحد من نشاط المتمردين" الذين قال انهم صعدوا عملياتهم وضيقوا على القوات الفيديرالية في المنطقة. ولم يستبعد احتمال استخدام "أسلحة بالغة الدقة" لضرب تجمعات للمسلحين، وذكر أن الطيران "سيلعب دوراً حاسماً" في المعارك. وأعلن وزير الداخلية الداغستاني عادل محمد طاهروف ان الحكومة قررت السماح بحيازة وحمل السلاح غير المرخصة بما فيها قاذفات "آر.بي.جي" والرشاشات، مؤكداً ان "كل فرد يجب ان يحمل السلاح دفاعاً عن كرامة الجمهورية". وتحسباً لأعمال ارهابية محتملة شددت في موسكو الحراسة على المنشآت والمواقع الحيوية، وذكرت وكالة "انترفاكس" ان رجال الشرطة والأمن تلقوا تعليمات بالانتباه الى الحقائب المتروكة في محطات المترو والاسواق والمحلات العامة.