أثار قرار رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين رد الاعتبار الى البرلمان الشيشاني الذي انتُخب في ظل الجيش الروسي عام 1996 ردود فعل متناقضة، واستنكاراً من فعاليات شيشانية، خصوصاً ان بوتين طعن في شرعية الرئيس اصلان مسخادوف. وكان مسخادوف انتُخب مطلع 1997 بحضور مراقبين من روسيا ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي. وهنأه الرئيس بوريس يلتسن، ووقّع معه معاهدة السلام في 7 أيار مايو من العام نفسه، وأقرّ مجلس الدوما بشرعية مسخادوف وتعاملت مع الحكومة الروسية رسمياً وجرى تبادل البعثات والممثلين الشخصيين للرئيسين. الا ان شخصيات شيشانية مقيمة في موسكو طعنت في شرعية مسخادوف. وقال الجنرال ابراهيم سليمانوف وهو النائب الشيشاني الوحيد في البرلمان الروسي ل"الحياة" ان مسخادوف "فقد الشرعية لأنه انتهك الدستور الذي أقرّ في عهده، اضافة الى انه المسؤول المباشر عن انهيار كل مقومات الحياة وعن التواطؤ مع الارهابيين والسماح لهم بشن عدوان على الجارة داغستان". ولكن هل توفر الذرائع السياسية الآن أسساً قانونية للحديث عن الشرعية؟ اواخر عام 1991 باركت موسكو ما سمي "تمرد" جوهر دودايف على مجلس السوفيات الاعلى في غروزني، الذي كان انتختب قبل سنتين، ولكن بوريس يلتسن اعتبر اعضاءه من "حزب البيروقراطية الشيوعية" ووافق على طردهم. ويلوم سليمانوف ومناصروه الآن موسكو لأنها تعاملت مع "النظام غير الشرعي" لدودايف. وانتخب عام 1992 برلمان جديد لكن مصيره كان مماثلاً لمصير سابقه فجرى حلّه اواخر 1993 في اعقاب قصف البرلمان الروسي في موسكو. وفي اجواء الحرب اجريت في غروزني وبعض المدن الاخرى التي كانت تسيطر عليها القوات الفيديرالية "انتخابات" برلمانية ولكن المجلس النيابي الذي شكّل اثرها لم يعمر سوى شهرين اذ ان موسكو عقدت اتفاق سلام مع مسخادوف و"تجاهلت الهيئة الاشتراعية الحليفة لها، فاضطر اعضاؤها الى الهرب من غروزني واللجوء الى روسيا وظلوا بعيدين عن الاضواء حتى جرى "استدعاؤه" اخيراً لتشكيل حكومة منفى. وأثار قرار السلطات الروسية استياء في عدد من الاوساط الشيشانية. وذكر الرئيس السابق للبرلمان الفيديرالي رسلان حسبولاتوف الشيشاني الاصل ان "احياء الدمية البرلمانية وجعلها ركيزة للسياسة الروسية خطأ فادح".