يُنتظر ان تجني دول الخليج العربية ارباحاً اكبر السنة المقبلة من اتفاق "اوبك" لخفض الانتاج اذ ستزيد ايراداتها النفطية على 80 بليون دولار في الوقت الذي لا تزال فيه مخاوف انهيار الاتفاق قائمة. واتفق محللون على ان متوسط سعر خام القياس "برنت" سيتجاوز 18 دولاراً للبرميل في السنة 2000 في حال حافظت منظمة الدول المصدرة للنفط على احترام قرارات دعم الاسعار من خلال تحقيق التوازن في سوق النفط. وقال مدير الدائرة الاقتصادية في مجموعة "ميدل ايست كابيتال" هنري عزام ان دول مجلس التعاون الخليجي قد ترفع انتاجها في حال قررت "اوبك" زيادة سقف الانتاج في السنة 2000 لمواجهة النمو في الطلب الدولي. واشار في اتصال هاتفي مع "الحياة" الى ان "ايرادات دول المجلس السنة المقبلة ستكون اعلى بكثير من السنة الجارية على اساس التوقعات بارتفاع الانتاج وبلوغ متوسط الاسعار اكثر من 18 دولاراً للبرميل". وقال: "هذا يعني ان الايرادات ستتجاوز 80 بليون دولار مقابل نحو 71 بليون دولار السنة الجارية...وتعيد هذه الزيادة الى الاذهان التحسن الكبير في الدخل عامي 1996 و1997 عندما بلغ اعلى مستوياته منذ انتهاء الفورة النفطية". وحذر من ان اتفاق "اوبك" قد يبدأ بالانهيار عندما تتقلص مخزونات النفط الدولية بشكل كبير "لان ذلك قد يغري بعض المنتجين الاعضاء في المنظمة برفع انتاجه لتحقيق مكاسب مالية اضافية". وقال: "التجارب السابقة اثبتت انه كلما ارتفعت الاسعار وقل الفائض في السوق، يستغل بعض الدول المنتجة الوضع لتحقيق مكاسب اضافية". واشارت تقارير مستقلة الى ان "اوبك" لا تزال تحترم الاتفاق الذي اعلنته في آذار "مارس" الماضي لخفض نحو 1.7 مليون برميل يومياً لازالة الفائض في السوق وانقاذ الاسعار بعدما هوت الى اقل من عشرة دولارات للبرميل. وشدد جون تولستر من دار الوساطة "سوستيه جنرال ستراوس تورنيل" في لندن على ان "تقلص المخزون وارتفاع الاسعار والطلب قد يشكل اغراء قوياً لبعض الدول النفطية برفع انتاجه ما قد يقوض اتفاق اوبك". وقال: "حتى الآن، هناك مؤشرات واضحة على ان المنظمة ملتزمة الاتفاق وجادة في ابقاء الاسعار مرتفعة بعد الخسائر الكبيرة التي عانت منها العام الماضي بسبب انهيار الاسعار نتيجة ارتفاع الفائض وتراجع النمو في الطلب بسبب الازمات الاقتصادية في آسيا ودول اخرى". وجاء في تقرير ل "مركز دراسات الطاقة الدولي" ان متوسط اسعار النفط سيبلغ نحو 18.6 دولار للبرميل السنة المقبلة على افتراض ان دول "اوبك" قررت رفع انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً نظراً للزيادة المتوقعة في الطلب. ولفت الى انه في حال عدم رفع الانتاج فان اسعار النفط قد ترتفع بشكل حاد وسريع ما قد يُحدث اضطراباً في السوق ويشجع الشركات الدولية على ضخ استثمارات اكبر في حقول انتاجية ما سيؤدي بدوره الى تقليص حصة "اوبك". وحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، يُتوقع ان يرتفع الطلب على نفط "اوبك" الى نحو 28.9 مليون برميل يومياً في السنة 2000 اي بزيادة تصل الى 2.7 مليون برميل يوميا على مستوى انتاج المنظمة الحالي. واشارت الى ان نمو الطلب الدولي سيصل الى 1.8 مليون برميل يومياً السنة المقبلة اي ضعف النمو المحقق السنة الجارية وان الامدادات من خارج "اوبك" ستشهد نمواً متواضعاً ما يعني ان "اوبك" ستستحوذ على معظم الزيادة.