القدس المحتلة، طهران - "الحياة"، أ ف ب - أكدت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان رئيس الحكومة ايهود باراك يعتزم اعادة النظر في السياسة الاسرائيلية ازاء ايران التي عُرضت في السنوات الست الاخيرة كعدو خطر جداً لاسرائيل. واضافت ان باراك يعتقد ان اسرائيل "لا تستطيع ان تؤثر على ما يجري في ايران" وان عليها "ان تلاءم سياستها مع قوتها". واضافت الصحيفة ان باراك يعتقد ان على اسرائيل ان تسعى الى استئناف الاتصالات مع ايران نظراً للتغييرات التي حصلت في هذا البلد منذ تولي الرئيس سيد محمد خاتمي السلطة والخطوات في اتجاه التطبيع بين واشنطنوطهران. وخلافاً لسياسة سلفه اليميني بنيامين نتانياهو فإن باراك يعتزم، وفقاً للصحيفة، "التوقف عن ادانة ايران على انها عدو اسرائيل الاكثر خطورة". واضافت ان باراك كان يعتبر منذ كان رئيساً للاركان بين 1991 و1995 ان العراق وليس ايران عدو اسرائيل الرئيسي. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي في القدسالمحتلة ان اي تقارب مع طهران مستبعد ما لم يتم الافراج عن 13 ايرانياً يهودياً تعتبر اسرائيل انهم متهمون زوراً بالتجسس لمصلحتها. واشارت الصحيفة الى مبادرة انفتاح ايرانية تجاه اسرائيل حصلت في 20 حزيران يونيو الماضي عن طريق مسؤولين بريطانيين. واوضحت ان هذه المبادرة كانت اقتراحاً من خاتمي بأن يقوم البلدان باعتماد سلسلة تدابير للحد من التسلح كخطوة لإقامة الثقة بينهما. ونفت ايران رسمياً هذه المعلومات. وكانت اسرائيل وايران حليفتين في عهد الشاه الا ان البلدين اصبحا عدوين بعد الثورة الاسلامية في 1979. واوضحت الصحيفة ان اعتقاداً يسود في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بأن ايران متمسكة بعدائها لاسرائيل ومعارضتها المسيرة السلمية وتواصل دعمها المنظمات الاسلامية وابرزها "حزب الله" في لبنان والجهاد الاسلامي في المناطق المحتلة، وترى شعبة الاستخبارات ان انتخاب خاتمي لم يؤد الى تغيير في السياسة الايرانية ازاء اسرائيل. وساد قلق في اسرائيل في العام الماضي على خلفية التقارب الاميركي مع ايران، من امكان ان تفاجأ اسرائيل بخطوات اميركية تبقيها وحيدة ومن دون تغطية امام طهران. واشارت الصحيفة الى ان خطة "جدول الاعمال السياسي لحكومة باراك" التي أعدها رئيس مركز يافا للابحاث الاستراتيجية شاي فيلدمان اقترحت تغيير السياسة تجاه ايران وانتهاج سياسة "ردع هادئ" مع "محاولة الحوار مع النظام الايراني بهدف تقليص الخلافات من خلال التنسيق الهادئ والكامل مع الولايات التحدة". الى ذلك، اعلنت الخارجية الايرانية ان طهران "ليست متفائلة" بتغير سياسة اسرائيل في الشرق الاوسط في ظل حكم باراك. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي "لا نعتقد بأنه سيكون هناك فرق كبير بين رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو وايهود باراك". ورداً على سؤال عن المقال الذي نشرته "هآرتس"، جدد آصفي تأكيد انه "لا يعتقد ان وصول باراك سيحدث تغييراً كبيراً في المنطقة".