لوح رئيس السلطة القضائية الايرانية آية الله محمد يزدي امس بإعدام "الجواسيس" ال13 الذين اعتقلوا، في ايران بتهمة التعامل مع الاستخبارات الاسرائيلية، وقال: "سيحاكمون طبقاً للقانون الاسلامي، بتهمة الخيانة وقد يحكمون بالإعدام ليس مرة فقط بل مرات". وفيما هتفت حشود من المصلين في طهران مطالبة بإعدام "جواسيس اسرائيل" انتقد يزدي بشدة الحملة الاميركية والاسرائيلية على ايران، والمطالبة باطلاق اليهود ال13، متسائلاً "عن أي حقوق انسان يتحدثون وهل نحن مطالبون بانتهاك حقوق ستين مليون انسان في ايران لسبب واحد هو مراعاة الصهاينة". في الوقت ذاته ذكر رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك ان اليهود الثلاثة عشر "لم يرتكبوا اعمالاً غير مشروعة في بلادهم"، في حين عزت صحيفة "جيروزاليم بوست" اعتقالهم الى "الصراعات السياسية" في ايران. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ديبلوماسيين في طهران ان قضية "الجواسيس" تهدف الى اضعاف الرئيس محمد خاتمي في مواجهة المتشددين الذين يعارضون اي انفتاح على الغرب واميركا خصوصاً، ويقاومون شعار الرئيس "حوار الحضارات والاديان". وتحدث يزدي امس في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، وقاطعه عشرات الآلاف من المصلين مرددين شعارات معادية لأميركا واسرائيل، ومطالبين ب"إعدام الجواسيس والخونة". وعلى رغم ان احداً من المسؤولين الايرانيين لم يعلن رسمياً ان المعتقلين ينتمون الى الأقلية اليهودية في ايران. بدا واضحاً انهم يهود، ولم يؤكد يزدي ذلك او ينفه. وحرص على إسماع "العالم" صوته بصفته "المسؤول الأول عن القضاء" في ايران، وقال: "سيحاكم قريباً الموقوفون بتهمة التجسس، وسينالون جزاءهم طبقاً للقانون". وانتقد المواقف الاميركية والاسرائيلية التي شددت على ان اعتقال ال13 انتهاك لحقوق الانسان. وتابع يزدي: "ليعلم هؤلاء اننا بلد مستقل ولن نستسلم لهم او نتخلى عن حقوق شعبنا، بل نقول لهم: ان عدم رضاكم عنا وشعوركم بالقلق من مواقفنا وقراراتنا هما دليل رشدنا". وشدد على ان "حكم القضاء سينفذ، ولو كان حكماً بالإعدام، ولن ننصت الى كلام اميركا والكيان الصهيوني، واذا كانت شؤون بلادنا تُدار من أجل نيل رضاكم فكونوا واثقين اننا لن ننتهج هذا السبيل". يذكر ان يزدي هو عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، وتعدّ القضايا الأمنية المشابهة لقضية "الجواسيس" من الملفات ذات الحساسية البالغة في الجمهورية الاسلامية حيث لا يُساوم اركان النظام عادة على الأمن القومي. لكن مراقبين في طهران يعتبرون ان مضاعفات القضية قد تنعكس على ديبلوماسية ايران، ورغبتها في تحسين علاقاتها الأوروبية خصوصاً. ويرجح هؤلاء صدور احكام بإعدام اليهود ال13، ولكن لا يُعرف هل تُنفذ. باراك وفي القدسالمحتلة أيد باراك مساعي حكومة بنيامين نتانياهو "في كل الاتجاهات الممكنة، للتوصل الى اطلاق المعتقلين الايرانيين اليهود، خصوصاً حاخام مدينة شيراز". وقال للاذاعة الاسرائيلية، بصفته رئيساً سابقاً لأجهزة الاستخبارات العسكرية، ان هؤلاء "لم يقوموا على الاطلاق بأعمال غير مشروعة في بلادهم". وأخذت مصادر رسمية اسرائيلية على باراك تسرعه في كشف الاتصالات التي اجراها بعدد من الدول لإطلاق المعتقلين اليهود. وكان طلب من المستشار الألماني غيرهارد شرودر التدخل لدى السلطات الايرانية للإفراج عنهم، كما اجرى اتصالاً بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان يطلب منه التدخل. وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" امس ان "اسرائيل لا تعتبر ايران عدواً لها، ونظراً الى المسافة الفاصلة بين البلدين ليس هناك تضارب بين مصالح كل منهما، لذلك يجوز منطقياً القول ان مرد الاعتقالات الاخيرة هو الصراعات السياسية في ايران، علماً انه لا يمكن الذهاب الى حد القول باختلاف جذري بين سياسة كل من التيارين الاصلاحي والمحافظ بالنسبة الى اسرائيل، بدليل لقاءات الرئيس الايراني محمد خاتمي في زيارته الأخيرة لسورية مع قادة حزب الله وبعض المنظمات الفلسطينية" المعارضة.