منذ اكثر من أربعين سنة، لم تبخل المهرجانات السينمائية العالمية على اورسون ويلز بأنواع التكريم. وأفلامه عرضت وعرضت الى درجة يمكن معها لمحبيه ان يتذكروها لقطة لقطة. ومع هذا فإن مهرجان "لاروشيل" في الغرب الفرنسي 25 حزيران/ يونيو - 5 تموز/ يوليو، سيقدم جديداً حول اورسون ويلز، هو عبارة عن برمجة شاملة، لكل ما حققه في تاريخه السينمائي الطويل والمتعرج. بما في ذلك الافلام الوثائقية والدعائية والمشاريع التي لم تكتمل، وما الى ذلك. من هنا سيتاح للجمهور، وربما للمرة الأولى، الاطلاع على عمل ويلز كله، وصولاً الى فيلم "لب الزمن" الذي حققه في العام 1934، وكان في التاسعة عشرة من عمره، وكان أول فيلم له بالطبع اراد فيه ان يسخر من فيلم لجان كوكتو، وحتى فيلم "تصوير عطيل" الذي كان آخر فيلم حققه في العام 1978. ولكن لئن كان هذان الفيلمان مكتملين، فإن جمهور مهرجان "لاروشيل" يشاهد العشرات من المشاريع الناقصة، اذ من المعروف ان ويلز أمضى حياته وهو يحضر مشاريع يبدأ بها ثم يتركها. ما جعل جزءاً من طبيعة سينماه عدم الاكتمال. ويأتي هذا العرض لأعمال ويلز، في وقت، يعاد فيه عرض فيلمه الأشهر "المواطن كين" في نسخة جديدة في العديد من الصالات العالمية، ولا سيما بعد ان صدرت لوائح عديدة حول أهم الافلام في تاريخ السينما، لتضع "المواطن كين" دائماً في الصف الأول. كما يعاد عرض "الظمأ الى الشر" فيلمه الذي ظل ناقصاً لفترة طويلة بسبب تدخل المنتجين فيه. اما النسخة التي تعرض حالياً، فهي تلك التي تحمل بصمات ويلز. وهكذا اذن، يعود اورسون ويلز الى السينما عبر اعماله، ولكن ايضاً عبر شخصيته مرسومة في افلام الآخرين عبوراً في فيلم "او وود" لتيم بوركون، وبشكل اكثر كثافة في "المهد سوف يهتز" لتيم روبنز. وكأن ويلز لا يريد ان يموت أبداً.