وزعت الجماعات المسلحة في البويرة كتيباً من 26 صفحة بعنوان "حقيقة الاتصالات بين السلطة والشيوخ"، هو عبارة عن رسالة وجهها الشيخ علي بلحاج الى الجماعات الاسلامية المسلحة قبل أكثر من اسبوعين. وأفادت جريدة "العالم السياسي" انها حصلت على نسخة من هذه النشرة التي تحمل اسم كاتبها "علي بن حاج" تحت شعار "السجين ظلماً وعدواناً" مع صورته. وتكشف رسالة بن حاج عن سبعة لقاءات بين قيادة الجبهة الاسلامية للانقاذ والسلطات الجزائرية منذ بداية الأزمة: - اللقاء الأول كان في 30/12/1993 ودام ثلاث ساعات من السابعة والنصف الى العاشرة والنصف حضره عن "الانقاذ" عباسي مدني، عبدالقادر بو خمخم، علي جدي، وكمال قمازي. وعن السلطة اللواء الطيب دراجي وبوعديس عضو المجلس الدستوري أمين نقابة المحامين. - اللقاء الثاني كان في 8/1/1994 دام ثلاث ساعات من الثامنة والربع مساء لغاية الحادية عشرة والربع ليلاً حضره عن "الانقاذ" عباسي، بو خمخم، قمازي وجدي. وعن السلطة اللواء الدراجي وبوعديس وكبير بلقاسم. - اللقاء الثالث كان في 11/1/1994 دام ساعتين وخمس دقائق من السابعة والربع الى التاسعة وعشرين دقيقة. وحضره عباسي، بوخمخم، قمازي وجدي. وعن السلطة الدراجي وكبير. - اللقاء الرابع كان في 16/1/1994 دام خمس ساعات ونصف من التاسعة والنصف مساء الى الثالثة صباحاً، حضره عباسي، بن حاج، جدي، بوخمخم. وعن السلطة وزير الدفاع اليمين زروال واللواء الدراجي. - اللقاء الخامس حصل في 17/1/1994. واللقاء السادس بعد ذلك بشهر في 18/2/1994. وحضره عن السلطة اللواء الدراجي، وعن "الانقاذ": عباسي، بن حاج، بوخمخم وجدي. - اللقاء السابع عُقد بعد ندوة الوفاق الوطني التي عقدت يومي 25 و26 كانون الثاني يناير 1994 بعدما كان مقرراً اطلاق جدي وبوخمخم قبل الندوة. وتشير الرسالة الى أن بيان الرئاسة آنذاك عن فشل الاتصالات بين السلطة و"الانقاذ" كان "مفعماً بالتزوير والكذب" وانه صدر بعد يوم من اللقاء بين الطرفين "كي لا يتسنى للانقاذ الرد عليه مباشرة". وذكّر الشيخ بن حاج بالنقاط التي رفضها شيوخ "الانقاذ" خلال اتصالاتهم مع السلطة، وهي: - رفض الحوار من وراء القضبان - رفض اصدار بيان يدين أعمال العنف - رفض تزكية أي شخصية لحضور ندوة الوفاق - رفض حضور الندوة. وأشار الى مطلب رفضته السلطة بحجة "ضيق الوقت" وهو اصدار بيان مشترك تعترف فيه السلطة "بما ارتكبته"، على حد تعبيره. وقال ان هذا هو مضمون الحوار مع السلطات وليس كما ورد في بيان الرئاسة الذي وصفه ب "المزوّر والمحرف". ووجه 11 نصيحة للجماعات المسلحة منها الاخلاص بين القيادة والجند، التجرد من الهوى، عدم تجاهل القاعدة في اجراء أي اتفاق مع السلطة، تجنب حب الظهور، اقناع القاعدة بالارتباط بالمبادئ قبل الأشخاص. أما النقطة الأخيرة في نصائحه فهي "انتهاج المهادنة من دون التنازل ربحا للقوة والوقت" و"تجنب وسائل الاعلام" في الكلام عن الخلافات بين الاسلاميين. ولوحظ أن الرسالة تضمنت ديباجة تتهم السلطة بالتطرف. وقال مراقبون ان الشيخ بن حاج لم يعلن صراحة موقفه من الهدنة التي توصل اليها "جيش الانقاذ" مع الحكم الجزائري. وأضافوا ان الاتصالات ما زالت جارية معه، وانه يصر على شرط خروجه من السجن قبل ابداء رأيه في "الهدنة".