طهران، القدس، واشنطن، أنقرة، باريس - "الحياة" ردت إيران بعنف على التأييد الأميركي والإسرائيلي لمطالب المتظاهرين، فيما اتسع التأييد ليشمل فرنساوتركيا ودولاً أخرى. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك اعتبر ما يحدث في طهران سيكون له تأثير "جذري" في منطقة الشرق الأوسط، فيما دعت واشنطن إلى احترام حقوق المتظاهرين وتأييد اصلاحات الرئيس محمد خاتمي. واعتبرت وزارة الخارجية أمس ردود الفعل الاميركية والاسرائيلية المؤيدة للطلاب "تدخلاً في شؤون ايران الداخلية". ورفض الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي "تصريحات المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين". ونقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية عن آصفي قوله ان ردود الفعل هذه "تدخل في الشؤون الداخلية الايرانية"، واضاف ان "الشعب الايراني لن يسمح لأحد باستغلال هذه الشؤون الداخلية لغايات سياسية". وأكد ان "إيران بلد حر مستقل ويتصرف بكل شرعية وشفافية في مواجهة التطورات الجارية في البلاد". واعتبر ان "التجمع السلمي للطلاب انتهى"، وان الاحداث المتواصلة ناتجة عن عمل "مخلين بالنظام". إسرائيل وأكدت مصادر إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تتابع باهتمام شديد التطورات الأخيرة في إيران وتقدر احتمال أن تؤدي "انتفاضة الطلاب" إلى ثورة. ونقلت مصادر صحافية إسرائيل عن باراك قوله في نقاشات داخلية مع مسؤولين في الأجهزة الأمنية "ان التظاهرات في إيران تدل على وجود قوة تاريخية بدأت تظهر على السطح". وأضافت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليومية ان باراك أعرب عن اعتقاده بأن "التغييرات الداخلية التي تجري في إيران ستؤثر بصورة جذرية في الشرق الأوسط بما في ذلك فرصة التسوية مع سورية ولبنان". واستبعد باراك أن تؤدي التظاهرات إلى "ثورة في المستقبل المنظور"، غير أنه قدر ان التغييرات في إيران ستجري "أسرع مما هو متوقع". وقالت المصادر ذاتها إن أوساط وزارة الخارجية الإسرائيلية منقسمة على نفسها بشأن التقديرات لما سيحدث في طهران: هناك من يعتقد أن التظاهرات ستجبر السلطات الإيرانية على تليين موقفها، وإشاعة المزيد من الديموقراطية، فيما يرجح الرأي الآخر أن تؤدي هذه التظاهرات إلى زيادة تطرف السلطة، وأن يستغل مقربون من خامنئي الوضع القائم لإطاحة خاتمي. وسيكون الموضوع الإيراني أحد المواضيع المركزية في مباحثات باراك مع الرئيس بيل كلينتون الخميس المقبل أثناء لقائهما في واشنطن. أميركا وأعربت الولاياتالمتحدة عن تأييدها للتظاهرات الطلابية السلمية في وجه قمع الشرطة المتشددين الإسلاميين. وحضت وزارة الخارجية الحكومة الإيرانية على حماية المتظاهرين واحترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان ومنها حرية التعبير والتجمع. وقال المتحدث باسم الوزارة جيمس فولي: "نتابع بقلق أنباء العنف الذي يستخدم لإخماد تظاهرات واسعة تأييداً لحرية التعبير والقيم الديموقراطية وحكم القانون". وأضاف: "حكم القانون لا يتحقق بقمع الحريات الأساسية ومنها حرية التعبير والتجمع وتكوين جمعيات. نحن نعارض فض التجمع السلمي باستخدام العنف، ونأسف بشدة لما نتج عنه من اصابات". في باريس، أعرب الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليدو أمس عن اعتقاده بأن إرادة الانفتاح والاصلاح التي يعبر عنها الرئيس الإيراني محمد خاتمي تستحق الدعم. وقال فاليدو: "نتابع باهتمام الوضع في إيران... فرنسا متمسكة باحترام الحقوق الأساسية". وأضاف ان الأحداث التي تشهدها إيران "تظهر ان النهج الذي اعتمده خاتمي بطيء وصعب ويؤدي إلى توترات بين قوى الانفتاح التي تؤيد الرئيس وأوساط أخرى، ونعتقد ان رغبة الانفتاح والاصلاح التي يعبر عنها تستحق الدعم". تركيا واعتبر رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد ان التظاهرات رد فعل "طبيعي" على "نظام قمعي". وقال أجاويد إن "الشعب الإيراني ذو ماضٍ عريق تاريخياً وثقافياً، ولا يمكننا توقع أن يتحمل لفترة طويلة هذا النظام القمعي الذي عفى عليه الزمن". وأضاف أجاويد: "لكن بالتأكيد لا نتدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر"، مضيفاً: "اننا نراقب الأحداث على أمل أن تكون في مصلحة الإيرانيين". وتتهم تركياإيران بالتغاضي عن تسلل انفصاليي حزب العمال الكردستاني من أراضيها.