حذر الرئيس الايراني محمد خاتمي من "انفجار اجتماعي" اذا تمادت أطراف في النظام في "التضييق على الحريات" بذريعة حماية الأمن القومي للجمهورية الاسلامية، بينما تظاهر آلاف من طلاب الحوزة الدينية في مدينة قم احتجاجاً على زيارة الوفد "السياحي" الأميركي لايران أخيراً. وذُكر أن المتظاهرين الموالين للتيار المتشدد "داسوا العلم الأميركي ثم أضرموا النار فيه"، مرددين شعارات "الموت لأميركا والجواسيس". وأصدر المتظاهرون الذين ارتدى بعضهم "اكفاناً" بياناً ندد بزيارة 13 أميركياً لايران، ودان "افاق تطبيع العلاقات" بين طهران وواشنطن. وأشار البيان الى "حوار الحضارات" الذي يتمسك به خاتمي محوراً في العلاقات الدولية لايران، لكنهم حذروا من "مغبة استغلاله التطبيع مع الشيطان الأكبر وتهيئة الأرضية للجواسيس كي يدنسوا أراضي الجمهورية الاسلامية". الى ذلك، حذر خاتمي من "انفجار اجتماعي" اذا استمر "التضييق على الحريات" تحت شعار "صيانة الأمن القومي من أي اختراق أو غزو ثقافي". وكان يتحدث في قاعة المؤتمرات الكبرى، ولبى دعوته مئات من الصحافيين وأصحاب صحف ومجلات من ميول سياسية وثقافية مختلفة، جاء كثيرون منهم الى طهران من مناطق ومحافظات بعيدة. وحذرت رئيسة "جمعية الصحافيات الايرانيات" جميلة كاديور من "تدخل الكوادر الأمنية في المسائل الثقافية والإعلامية"، وحملت على "متنفذين يحاولون تلويث مناخ الانفتاح وقمع الحريات". وناشد رئيس "جمعية المحررين" علي مزروعي الرئيس الايراني "الدفاع عن حرية الرأي والتعبير وأمن الصحافيين". ولم يتحدث الوجه البارز في التيار المحافظ مدير صحيفة "شما" أسد الله بارامشيان بما يناقض الدعوة الى الحرية، لكنه حذر من "اطلاق العنان لمن يستغلون حرية الصحافة والتعبير للترويج لقيم الابتذال وانتهاك الأمن العام". وفي مداخلة بدت مرافعة عن حرية النقد والرأي والتعبير، شدّد خاتمي على أن طموحات الشعب وحاجات المجتمع وخيارات الحكومة "لا يحدوها أي تردد في الحسم لمصلحة نهج تعزيز الحريات العامة والدفاع عن حق الجميع في اعلان الموقف وابداء الرأي". ورأى ان الحديث عن الحرية بوصفها مرادفة لليبرالية "سفسطة". وان "التضييق على الحريات سيشجع ثقافة السرّية وسيؤدي في النهاية الى انفجار اجتماعي". وحرص الرئيس على تأكيد تمسكه ب "النهج الاصلاحي ومواجهة دعاة العنف والاقصاء".