واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك مشاوراته امس من اجل تشكيل ائتلافه الحكومي، في وقت كشفت الصحافة الاسرائيلية مسودة الخطوط العريضة التي حددها باراك اساساً لهذا الائتلاف، مشيرة الى تشدده في موضوع الاستيطان. وتتضمن الخطوط العريضة التي أكدها ناطق باسم باراك، تعهداً بالغاء الامتيازات التي يتلقاها المستوطنون، وبعدم بناء مستوطنات جديدة، من دون ازالة المستوطنات القائمة. لكن المسودة لم تشر الى تجميد توسيع المستوطنات القائمة. وجاء في المسودة أنه "الى ان يتم الفصل في وضع المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة في اطار اتفاق سلام نهائي، لن يتم انشاء اي مستوطنة جديدة، لكن وضع المستوطنات القائمة سيبقى على حاله. وستلبي الحكومة متطلبات تطوير المستوطنات القائمة. وباستثناء المتطلبات الامنية، فإن المستوطنات لن تحظى بمعاملة تفضيلية في توزيع التمويل الحكومي، بل سيستند التمويل الى الحاجات الاجتماعية الاقتصادية على قدم المساواة مع باقي مناطق البلاد. وستقوم لجنة حكومية بفحص السياسات التي ستتبع تجاه المستوطنات ومناقشة قرارات الحكومات السابقة". وتضمنت المسودة ايضاً تعهداً باستئناف محادثات السلام مع كل من السلطة الفلسطينية وسورية، وتنظيم استفتاء على اي اتفاق محتمل، واحترام الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين، وسحب القوات الاسرائيلية من لبنان مع ضمان امن المناطق الشمالية في اسرائيل. لكنها لم تتضمن اشارة الى التعهد الذي قطعه باراك بسحب قواته من لبنان "في غضون سنة". وفيما كررت المسودة ما اعلنه باراك من ان القدس ستبقى بشقيها العاصمة الموحدة لاسرائيل، لم تتضمن اي اشارة الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة. ورغم ان التعهد بالابقاء على المستوطنات القائمة يثير استياء الفلسطينيين، الا ان الغاء امتيازات المستوطنات قد يؤدي الى بقاء الاحزاب الاسرائيلية المتشددة خارج الائتلاف. وفي هذا الاطار، قال النائب عن الحزب القومي الديني شاؤول يحالوم امس ان الغاء امتيازات المستوطنين من شأنه ان يجعل وجود حزبه في ائتلاف باراك ضرباً من المستحيل. وهاجم المستوطنون مسودة الخطوط العريضة للائتلاف الحكومي المقبل، وقالت الناطقة باسم المستوطنين يهوديت طيار امس ان السياسة المقترحة تثير الشقاق بين الاسرائيليين. واضافت لوكالة "رويترز": "دأب باراك على الحديث عن الوحدة الوطنية، لكن هذا يتناقض تماماً مع ذلك المبدأ". من جهة اخرى، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان القائمة اليهودية لحزب التوراة الديني المتشدد اعاد النظر ازاء مشاركته في حكومة باراك، الامر الذي سيرغم الاخير على التفكير في غالبية صغيرة جداً في الكنيست. واضافت ان النواب الخمسة في الحزب تلقوا اوامر من حاخاماتهم بعدم "مواصلة المحادثات لتشكيل حكومة طالما ان ارغام تلاميذ المدارس التلمودية على القيام بالخدمة العسكرية لا يزال مطروحاً". وتضاف هذه النكسة الجديدة، عشية الجلسة الافتتاحية للكنيست اليوم، الى سلسلة من الصعوبات التي تعترض باراك في سعيه الى تشكيل ائتلاف.