تل ابيب، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - افادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان رئيس الوزراء المنتخب ايهود باراك وعد بتلبية "حاجات" المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية رغم عزمه على الغاء الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في عهد سلفه اليميني بنيامين نتانياهو. واضافت "هآرتس" ان باراك وعد شركاءه المحتملين من اليمين والوسط في الائتلاف الحكومي الذي يحاول تشكيله بأنه لن يسمح ب"خنق" المستوطنات الموجودة، وقال انه سيسمح للمستوطنات بأن "تتنفس"، أي انه سيسمح لها ب"التوسع طبقا لحاجات" المستوطنين. وشدد على انها لن تتمتع بأي امتيازات خاصة لكنها لن تكون ايضا ضحية أي تفرقة. ولفتت الصحيفة الى ان باراك يحاول التوفيق بين مطالب حزب "ميريتس" اليساري المعارض للاستيطان وبين مطالب الحزب الوطني الديني وحزب المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق اسرائيل بعليا، وكلاهما يميني الاتجاه. وقالت ان مشاريع باراك المتعلقة بالاستيطان تستند ايضا الى النقاط الاتية: - لا لبناء مستوطنات جديدة. - التزام كل قرارات البناء التي اتخذتها الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتانياهو حتى الاعلان عن اجراء انتخابات عامة مبكرة في كانون الاول ديسمبر 1998 انطلاقا من مبدأ استمرارية الدولة. الا ان أي قرار بناء اتخذ بعد هذا التاريخ سيعلق وسيعاد النظر فيه. - ستشكل لجنة وزارية لشؤون الاستيطان برئاسة باراك ويكون فيها تمثيل كل من اليمين واليسار متساويا. وقال زعيم ميريتس يوسي ساريد للاذاعة ان هذه الصيغة يمكن ان تكون مقبولة. واضاف ان "كل شيء رهن بما نفهمه من عبارة مبدأ الاستمرارية... لا مشكلة اذا كان الامر يتعلق ب 30 مسكنا، لكن اذا كان يتعلق ب 3000 منزل فإن الوضع يصبح مختلفاً تماماً". وصرح زعيم الحزب القومي الديني مفدال اسحق ليفي بعد ان اجرى محادثات مع باراك اول من امس الاحد بأن باراك تعهد باستمرار النشاط الاستيطاني. وقال زعيم الحزب القومي الديني وزير النقل في حكومة نتانياهو ل"رويترز" امس: "باراك قال بوضوح انه لن يجمد المستوطنات". وأكد ليفي ان باراك يعارض بناء مستوطنات جديدة في منطقتي الضفة الغربية وقطاع غزة اللتين احتلتهما اسرائيل خلال حرب عام 1967 لكنه سيسمح "بالنمو الطبيعي والضروري" للمستوطنات القائمة. واضاف ليفي الذي يدعو حزبه الديني للاستيطان في الاراضي المحتلة: "في ظل هذه الظروف اشعر بالارتياح. لكننا لم نقرر بعد ما اذا كنا سنشترك في الائتلاف". وطلب من دافيد زيسو مساعد باراك التعليق على تصريحات ليفي فقال: "لا أريد التعليق على فحوى المحادثات التي جرت خلال الاجتماعات". ويسعى باراك الذي هزم رئيس الوزراء اليميني نتانياهو في انتخابات 17 ايار مايو الى تشكيل حكومة ائتلافية ذات قاعدة عريضة. وكان نتانياهو شجع خلال سنواته الثلاث في الحكم على توسيع المستوطنات لاغيا قرار التجميد الجزئي الذي أعلنه سلفه العمالي اسحق رابين. ورفض نتانياهو رسميا اقامة مستوطنات جديدة، الا في القدسالشرقية، غير انه تغاضى عن عمليات توسيع مستوطنات موجودة اصلا. واحيانا كانت "الاحياء الجديدة" بعيدة جدا عن المستوطنات لدرجة انها اعتبرت مستوطنات جديدة. واستنادا الى مكتب الاحصاء الاسرائيلي فإن عدد مستوطني الضفة الغربية من دون القدسالشرقيةوغزة ارتفع سنويا بمعدل 6 - 9 في المئة في عهد نتانياهو ليصل الى 172 الف مستوطن في نهاية 1998.