سعى رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك امس الى ضم حزب ليكود، المنافس الرئيسي لحزب العمل برئاسته، الى حكومة ائتلافية عريضة القاعدة تستطيع التوصل الى اتفاقات سلام نهائي مع الفلسطينيين وسورية ولبنان. واعلن ديفيد ليبائي رئيس الفريق المكلف اجراء مشاورات مع الاحزاب الاسرائيلية، نيابة عن رئيس الوزراء المنتخب ايهود باراك تمهيداً لتشكيل حكومة ائتلافية، ان "ليكود هو الخيار الاول على امل العثور على اجماع وطني خلال فترة ستتخذ فيها قرارات مهمة داخلياً وخارجياً". وقالت وكالة "اسوشييتد برس" التي نقلت تصريح ليبائي ان وزراء ليكود في الحكومة المنتهية ولايتها خرجوا من اجتماعهم مع ليبائي وفريقه في احد فنادق هرتسيليا امس مبتسمين. ونقلت عن موشي كتساف وزير السياحة قوله "انهم اسرائيل واحدة يريدوننا، وانه لأمر جيد للبلاد ان يكون ليكود في الائتلاف". وقالت وزيرة الاتصالات في الحكومة الاسرائيلية المنتهية الولاية ليمور لفنات امس بعد محادثات بين وزراء ليكود وفريق باراك: "قالوا لنا بأوضح شكل انهم ينظرون الى ليكود على اساس انه اهم شريك في الائتلاف" المزمع تشكيله. وصرح النائب الليكودي سلفان شالوم ان فريق باراك "اقترح ان يكون ليكود الشريك الرئيسي في الائتلاف المقبل". ورأى مراقبون ان ضم ليكود الى الائتلاف الحكومي سيثير ريبة الاطراف العربية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، لكنه يعتبر في نظر اليساريين والعلمانيين الاسرائيليين افضل من خيار ضم حركة شاس الدينية الى الائتلاف. وكان ممثلو الاحزاب العربية الثلاثة التي فازت ب 10 مقاعد في انتخابات الكنيست الجديدة التقوا ليبائي وفريقه قبل ذلك واكدوا رفضهم القاطع ضم ليكود او اي من الاحزاب اليمينية المتطرفة الى الائتلاف الحكومي. وجرى اللقاء مع ممثلي كل من الاحزاب الثلاثة على حدة. وصرح ل"الحياة" محمد دراوشة احد الناطقين باسم "القائمة العربية الموحدة" 5 نواب بأن نواب الكنيست الخمسة عن "القائمة" ومعهم النائب في الكنيست السابقة عن حزب الديموقراطي العربي عبدالوهاب دراوشة التقوا فريق باراك وابدوا استعدادهم للمشاركة في ائتلاف حكومي برئاسة باراك "اذا كانت الخطوط العريضة لسياسة الحكومة متفقة مع المواقف المبدئية للقائمة". واضاف دراوشة: "اكدنا معارضتنا ضم اي من ليكود او الاحزاب الاخرى اليمينية الى الائتلاف الحكومي، ولم نعارض مشاركة حركة شاس ولكن بشرط ألا تسند اليها حقيبة الداخلية". وقال النائب طلب الصانع، الاول في "القائمة العربية الموحدة" ل"الحياة" ان نواب القائمة شددوا في اللقاء مع فريق باراك على ضرورة تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع السلطة الوطنية الفلسطينية "وفي مقدمها اتفاق واي ريفر، واطلاق المعتقلين الفلسطينيين، ووقف الاستيطان، والانطلاق في المفاوضات على المسارين السوري واللبناني". وزاد الصانع ان فريقه شدد على ان الناخبين العرب في اسرائيل صوتوا لباراك "لاحداث تغيير ولضمان الحقوق الكاملة للأقلية العربية وتخصيص موازنات متساوية لبلدياتهم". وشرح محمد دراوشة ان ابداء نواب القائمة العربية الموحدة استعدادهم للمشاركة في ائتلاف طرح كتحد لباراك "ليأتي الرفض وتفسير الرفض من جانبه هو، وقصدنا هو ألا نهمش انفسنا بأنفسنا". واكدت الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة 3 مقاعد ايضاً في لقاء الامس رفضها القاطع تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ليكود والاحزاب اليمينية المتطرفة المنادية ب"ارض اسرائيل الكبرى". وقال عضو الكنيست عن "الجبهة" عصام مخول: "شرحنا لفريق باراك ان ضم ليكود واليمينيين سيكون مناقضاً لمواقف غالبية الناخبين الاسرائيليين الذين رفضوا بنيامين نتانياهو وسياسات حكومته التدميرية". واضاف مخول: "طالبنا بأن يتخلى باراك عن الخطوط الحمراء الاربعة بخصوص القدس وتشكيل نهر الاردن الحد الشرقي لاسرائيل وضم الكتل الاستيطانية. وركزنا على ضرورة المضي قدماً في عملية السلام مع الفلسطينيين بما يؤدي الى حل عادل يتمثل في دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، وتحريك المفاوضات على المسارين السوري واللبناني". وبالنسبة الى "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي يمثله عزمي بشارة واحمد الطيبي، فقد صرح الاخير الى "فرانس برس" بأنه دعا باراك الى "تطبيق الاتفاقات المبرمة مع السلطة الفلسطينية واعتماد سياسة تقود الى ضمان المساواة بين العرب واليهود" في اسرائيل. ويتفق محللون على ان لا فرصة امام الاحزاب العربية الثلاثة للمشاركة في الائتلاف الحكومي وان دور ممثليها ال 10 في الكنيست سيقتصر على دعم باراك في الكنيست من خارج الائتلاف.