تابعت الأوساط السياسية في نيودلهي باهتمام واسع امس اشاعات قوية في اسلام آباد عن احتمال حدوث انقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، إثر قرار الأخير قطع زيارته للصين والعودة الى بلاده. وتداولت الأوساط الهندية معلومات تحمّل الجيش الباكستاني مسؤولية التصعيد الأخير في كشمير وتبرئ شريف الذي "بعث برسائل أخيراً" تعبر عن رغبته في حلّ سلمي للأزمة راجع ص8. ولعل أبرز المؤشرات الى رغبة شرىف في التهدئة زيارة وكيل وزارة الخارجية الباكستانية السابق نياز نيك لنيودلهي أول من أمس، والتي أكدت مصادر رفيعة المستوى في اسلام آباد ل"الحياة" حصولها، على رغم النفي الرسمي. كما استقبل المسؤولون في الحكومة الباكستانية مبعوثين لرئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي للغرض نفسه. وعلمت "الحياة" ان أحد المبعوثين هو مسؤول في جهاز الأمن القومي. لكن هذه الاتصالات الديبلوماسية المكثفة بين العاصمتين لم تنعكس بعد انفراجاً على الأرض، اذ كثّف الجيش الهندي عملياته لطرد المقاتلين الكشميريين من جبال كارغيل التي تؤكد نيودلهي انهم تسللوا اليها من باكستان، علماً ان هذه الجبال توفر لهم حصناً منيعاً يمكنهم من التحكم بطرق امدادات الجنود الهنود. وأفادت مصادر كشميرية ان قائد الجيش الهندي في بي مالك نجا بأعجوبة من قذيفة سقطت وسط حشد من الضباط في كشمير. وتسعى الهند الى السيطرة على المنطقة، فيما تستعد للانتخابات، وقبل سقوط الثلوج التي تضطر جنودها للانسحاب وإبقاء المنطقة تحت سيطرة الكشميريين حتى الربيع المقبل.