لم تمضِ أيام على عرض "الحياة" موديل شيفروليه "كابريس" المقبل الى الشرق الأوسط في الخريف، حتى عرضت جنرال موتورز الصور الرسمية الأولى للموديل في المنطقة وُزّعَت في أستراليا منذ 9 الجاري. أول ما يُلفت في بيان الفرع الإقليمي للصانع 22 الجاري هو غياب أي ذكر لمنشأ السيارة، مع أن "كابريس" المقبلة ليست أول الموديلات التي يصدّرها الصانع الأميركي من فرعه الأسترالي هولدن الى الشرق الأوسط، بل الثاني مع "لومينا" الحالية. أياً يكن الأمر، أوردت "الحياة" معظم التجهيزات المضمّنة في هولدن "كابريس" الأسترالية، لافتتة النظر الى تباين الأسعار والتجهيزات عموماً والضمان لدى بعض الصانعين بين الأسواق لأسباب تسويقية تتجاوز قيمة صرف العملات. ثم تبلورَت معلومات إضافية أفادت بأن "كابريس" التي ستصدّر الى الشرق الأوسط في تشرين الأول أكتوبر المقبل، هي أقرب الى فئة "ستايتسمان" Statesman الأدنى تجهيزاً في مواصفات السوق الأسترالية ورد ذكرها السبت الماضي مع صورة للوحة قيادتها. "كابريس"؟ "ستايتسمان"؟ كيفما نظرت، السيارة هي ذاتها. ما يختلف هي التجهيزات ولمسات شكلية بسيطة. شيفروليه "كابريس" الشرق الأوسط، أو هولدن "كابريس" أو هولدن "ستايتسمان" الأستراليتان هي كلّها سيارة واحدة تختلف فيها التجهيزات والمحرّكات مثلما قد تختلف بين فئات موديل أي صانع آخر. ولمزيد من الدقة، الموديل كله فئة ممدودة من موديل هولدن "كومودور في تي" الأسترالي... والمطوّر بدوره عن أوبل "أوميغا" أوبل تابعة لجنرال موتورز. من ناحية الموديل إذاً، ما عرضته "الحياة" الأسبوع الماضي هو الموديل ذاته الذي ستصل إحدى فئاته الى الشرق الأوسط تحت إسم شيفروليه "كابريس"، ببعض التجهيزات المتوافرة في أستراليا أو من دونها. سبب التباين؟ بينما تتمتّع هولدن بحرية إطلاق فئة فخمة من موديلها الجديد تحت تسمية "كابريس" المعروفة في أستراليا، فوق فئة "ستايتسمان" الأكثر شعبية في توجهها هناك، يختلف دور "كابريس" كلياً في الشرق الأوسط حيث لم تدَّعِ السيارة الفخامة أو النخبوية يوماً. فالدور الحقيقي ل "كابريس" في الشرق الأوسط هو دور سيارة رخيصة قياساً بضخامة حجمها ورحابتها، قبل أي ريادة تقنية سيبحث عنها الزبون أصلاً في ماركات نخبوية مثل كاديلاك أو لنكولن أو جاغوار أو في الماركات الألمانية. وإن إستطاعت هولدن "كابريس" منافسة تلك الماركات في سوقها الأسترالية، لا يمكن لشيفروليه أن تقترب من كاديلاك تجهيزاً، ولو من أدنى موديلاتها، "كاتيرا"، علماً بأن الأخير شقيق أوبل "أوميغا"، وليس إلا إبن عم "لومينا" و"كابريس" الجديدة بنيوياً. كذلك لا يمكن لشيفروليه "الهجرة" الى شرائح إستهلاكية مختلفة عن زبائن "كابريس" السابقة، خشية خسارة زبائنها السابقين من دون ضمان جذب زبائن آخرين عوضاً عنهم. لذلك يقتضي التذكير بأن التجهيزات التي عرضتها "الحياة" مع "كابريس" الأسبوع الماضي، لن يتوافر إلا بعضها في فئة "ستايتسمان" الواصلة بتسمية "كابريس" الى أسواقنا. وبما أن السيارة لن تسوّق في المنطقة قبل الخريف المقبل، لم يفصّل بيان الصانع وسائل الحماية عدا عن الهيكل الصلب ونقاط الإمتصاص التي يتحدث عنها الصانعون إجمالاً التي ستتمتّع بها "كابريس" في فئتيها "إل إس" و"إل تي زد"، علماً بأن التجهيزات الأساسية للسيارة في سوقها الأسترالية تضم وسادتين هوائيتين مواجهتين وأخريين جانبيتين في المقدّم، إضافة الى مانعَي الإنزلاقين الكبحي ABS والدفعي Traction Control. المؤكّد حتى الآن هو توافر محرّك الأسطوانات الثماني V المتسعة ل7.5 ليتر 295 حصاناً. وإن لم تسرد جنرال موتورز مواصفات "كابريس" الشرق الأوسط بإسهاب حتى الآن، فمن الطبيعي ألا تكشف الشركة أوراقها التسويقية قبل إطلاق السيارة فعلاً. لكن ألا تَرِدَ كلمتا هولدن أو أستراليا في أي من صفحات البيان الصحافي الأربع، ففي ذلك ما يثير العجب من شركة نادراً ما فوّتت فرصة للتغني بالعولمة وبفاعلية التنسيق بين فروعها في العالم! ب. أ. ن.