جوهانسبورغ - رويترز - تحرك رئيس جنوب افريقيا الجديد ثابو مبيكي بسرعة، خارجاً عن كنف نيلسون مانديلا، لإحكام قبضته على السلطة بتعيين مجلس وزراء من اخلص اعضاء الحزب. وكان اول قرار تنفيذي اتخذه مبيكي هو تعيين عشرة وجوه جديدة في مجلس الوزراء وتغيير المناصب الوزارية الرئيسية، وايجاد منصب جديد قوي. وقال الخبير ديفيد ولش: "مجلس الوزراء يمثل تكريساً كبيراً لسلطة مبيكي. المعينون جميعهم من رجال مبيكي الذي يسيطر عليهم تماماً". وكرس مبيكي 57 سنة الجمعة سلطته عن طريق مجلس الوزراء وطمأن اسواق المال، بابقائه على وزيرى المال والتجارة اللذين حظيا بإشادة نادرة من التجار بسبب سياساتهما المتجانسة. وكان من أهم الوجوه الجديدة تعيين زميل مبيكي السابق وصديقه ايسوب باهاد في منصب وزير مكتب الرئاسة. ويشكل باهاد الذي درس مع مبيكي في الجامعة البريطانية ذاتها في الستينات، بالاضافة الى جاكوب زوما الذي عينه مبيكي نائباً للرئيس، طليعة السلطة الجديدة. ويتوقع المحللون ان يقر الرجلان النظام داخل الحكومة والحزب، وان يكونا القوى المحركة لتعهدات مبيكي بتغيير اسلوب حياة الملايين من ابناء شعبه الفقراء. وبلغت صحيفة "بيزنيس داي" حد مقارنة باهاد بمساعدي الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون البارزين، جون ايرلكمان واتش. ار. هالديمان. وأضافت الصحيفة ان باهاد 59 عاماً كان "في وضع مشابه" لوضع المسؤولين "اللذين عملا بنشاط على حماية زعيمهما من مواجهة الحقيقة وفي نهاية الامر ساعدا في التسبب بسقوطه". اما زوما النزيل السابق في سجن روبن ايلاند الذي قضي فيه مانديلا 19 عاماً فمن المتوقع ان يكون المنظر الرئيسي للحكومة الجديدة، باعتباره من الزولو فهو يمثل عنصراً حيوياً في سياسة مبيكي الرامية الى توسيع قاعدة التأييد لحزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم. وقال ويلي برايتنباش استاذ العلوم السياسية في جامعة ستيلينبوش: "اختيار اعضاء مجلس الوزراء يدعم مركزية السلطة. ويظهر مبيكي كذلك نزعة موالية للافريكان بتعيينه عدداً من المتحدثين بلغتي الهوسا والزولو". واشار الى ان ثمانية من الوزراء يتحدثون لغة الزولو وثمانية آخرين من المتحدثين بلغة الهوسا الذين يسيطرون على قيادة الحزب غير ان عرض مبيكي تعيين مانغوسوتو بوثيليزي زعيم حركة انكاثا الرئيسي نائباً له قوبل بالرفض. ويشكل الزولو والهوسا معاً الغالبية بين قبائل السود في جنوب افريقيا. وقال برايتنباش: "مبيكي يسعى الى تحقيق وحدة السود تحت قيادته". ورحب معلقو الصحف واسواق المال بشدة بحكومة مبيكي التي ضاعفت عدد الوزيرات الى ثمانية نساء وأبقت على عدد الوزراء البيض وهما وزيران فقط. ولكن احزاب المعارضة وعدداً من الصحف ابدت عدم ارتياحها الى مفاجأة تعيين وزير الرياضة السابق ستيف تشويتي وزيراً للامن وتعيين نكوزانا دلاميني زوما وزيرة للخارجية. وذكرت صحيفة "ستار" معلقة: "هناك شكوك في أن يتمكن تشويتي من ادارة هذا المنصب الوزاري المهم"، مشيرة الى خطته الفاشلة في بدء تحقيق في جرائم عنصرية وفساد داخل فريق الرغبي في البلاد. وسيتعين على تشويتي التعامل مع مستوى بالغ الارتفاع للجريمة في جوهانسبورغ وفيها اعلى معدل جرائم بين عواصم العالم وفي جنوب افريقيا التي تشهد اعلى معدل لجرائم القتل في غير مناطق الحروب. واما زوما الذي خاض مواجهة مع شركات الدواء والتبغ الاجنبيه عندما كان وزيراً للصحة في عهد مانديلا فلم تخرج من دائرة الضوء وتوقع المحللون ان يبقي مبيكي على سيطرته القوية على السياسة الخارجية لجنوب افريقيا.