«إصلاح ما أفسده زوما والاستعداد للانتخابات القادمة.. أبرز المهام التي تنتظر الرئيس القادم»، هكذا عنونت «واشنطن بوست» افتتاحيتها. ولفتت الصحيفة إلى انتخاب برلمان جنوب أفريقيا، سيريل رامافوسا رئيسا للبلاد خلفا ل«جاكوب زوما»، الذي تقدم باستقالته الاربعاء الماضى بعدما طلب منه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الاستقالة. وقالت الصحيفة الأمريكية «خاض زعيم الحزب رامافوسا، مفاوضات ماراثونية شاقة بتكليف من المجلس الوطني التنفيذي، وهو أعلى هيئة في حزب المؤتمر الوطني، مع الرئيس زوما لاقناعه بالتخلي عن منصبه، إلا أنه كان يصطدم بعناد الأخير وتمسكه بالسلطة، ما دفع الحزب لتهديد زوما، بإجباره على ترك منصبه عبر اقتراح تصويت بسحب الثقة منه في البرلمان». وواصلت الصحيفة «الرئيس جاكوب زوما الذي كان قد أعلن عدم اقتناعه بطريقة الحزب في إنهاء رئاسته، عاد فجأة بعد ساعات قليلة وقدم استقالته في خطاب متلفز بثه تليفزيون جنوب أفريقيا، واستمر قرابة النصف ساعة وقال فيه: إنه لا يريد أن يكون سببا في انقسام الحزب». وأشارت إلى ان زوما، الذى لم يستطع اكمال فترته الرئاسية الثانية، بسبب تزايد شبهات الفساد حوله، دفع الحزب الحاكم أخيرا لمطالبته بترك السلطة في محاولة للخلاص من ارثه الذى ادى لانقسامات في الحزب، لافتة إلى أن قيادات المجلس الوطنى التنفيذى انزعجت من إمكانية تأثير ذلك سلبا على سمعة الحزب، وانخفاض شعبيته بسبب فساد الرئيس زوما وادارته، ولم يجد مفرا من إعفائه من منصبه حتى يحافظ على شعبيته وصورته لدى الشعب الجنوب افريقي. صحيفة «واشنطن بوست» قالت في تقريرها «إن جاكوب زوما الذي سجن كمناضل الى جانب زعيم جنوب افريقيا التاريخي، نيلسون مانديلا في شبابه كانت تسع سنوات له في منصب الرئاسة كافية ليجعل الناس تنفض من حول الحزب الحاكم». وأضافت «إن زوما فشل في تحقيق وعود حلم جنوب افريقيا ما بعد مرحلة الفصل العنصرى، إذ بعد أربعة وعشرين عاما من وصول مانديلا للسلطة، وتعهده بتحقيق أمة «قوس قزح» المتنوعة والمزدهرة ما زل الكثير من السود يعيشون في ظروف تشبه ذات فترة حكم الفصل العنصري في ظل الحكومة العنصرية البيضاء». ومن المقرر أن يتولى رجل جنوب افريقيا القوي، سيريل رامافوسا الرئاسة، ليكمل فترة جاكوب زوما التي تستمر حتى الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجري العام القادم. من جانبها، أشارت وكالة «بلومبرج» الامريكية، في تقرير لها، إلى أن رامافوسا سيواجه طريقا صعبا بعد ان تسلم ارث جاكوب زوما، الذى قضى في الحكم 9 سنوات شابتها الفضائح. وقالت «أدت سلسلة السياسات الخاطئة التي نفذها زوما الى خسارة الحزب في الانتخابات البلدية التى اجريت فى 2016، وضاعت منه امانة العاصمة ومدينة جوهانسبرج»، وتضيف «إن على رامافوسا ان ينجح فى التحديات التى ستواجهه، واحدها هو (تجديد جنوب افريقيا)، مشيرة الى ان التغيير الذى حدث على هذا المستوى سيتيح لحزب المؤتمر الوطني الافريقي اصلاح ما افسده زوما، والاستعداد لانتخابات العام المقبل، واقناع الناخبين بأن الحزب ملتزم بمكافحة الكسب غير المشروع، والفساد واعادة بناء الاقتصاد على اسس من العدالة والشفافية. ولفتت «بلومبرج»، إلى أن الطريق أمام رامافوسا ما زال محفوفا بالمخاطر، مفسرة ذلك بأن الحزب الحاكم ما زال منقسما على نفسه ويحتاج الى انطلاقة جديدة، وأيضا لاعادة تشكيل وتنظيف لقيادات منضوية تحت جناح زوما، الذي تحيطه وتلفه شبهات الفساد. وتطرقت الوكالة للسيرة الذاتية للرئيس الجنوب أفريقي الجديد، وقالت «نشأ سيريل رامافوسا في مدينة سويتو وشارك في الكفاح ضد نظام التمييز العنصري الذي كان يحكم البلاد، وانتهى به المطاف الى السجن اكثر من مرة»، وتابعت «ثم أسس اتحادا نقابيا قويا ازعج سلطات الفصل العنصري، ولعب دورا بارزا فى اضرابات 1987، ووقف الى جانب الزعيم التاريخي، نيلسون مانديلا بعد خروجه من السجن، أمينا عام لحزب المؤتمر الوطني الافريقي، وكان يطمح فى خلافة مانديلا في الحكم لكن الحزب اختار ثابو مبيكى».