في 6 أيار (مايو) نُصب جاكوب زوما، مرشح المؤتمر الوطني الإفريقي، رئيساً على جنوب افريقيا. وهو الرئيس الرابع منذ نهاية نظام التمييز العنصري. وكان زوما نائباً للرئيس ثابو مبيكي. وطرده هذا من نيابة الرئاسة، في 2005، بعد اتهامه بالفساد والاغتصاب. وبدا ان حياته السياسية انتهت. وها هو يبعث من جديد. والمرحلة الأولى من انبعاثه كانت توليه، في 2007، رئاسة المؤتمر الوطني، وتغلبه على مبيكي. ولا ريب في ان منبته الشعبي عامل راجح من عوامل حماسة الجمهور وتأييده له. ووحده مانديلا يفوقه... جماهيرية وشعبية. وعلى خلاف مانديلا ومبيكي، وهما يتحدران من قوم كزوشاس، والبورجوازية السوداء، يتحدر الرئيس الجديد من قوم الزولو، ومن العامة. والتقى مانديلا في سجن روبين آيلاند، وكان في السابعة عشرة ويقضي عقوبة ب10 سنوات، وأمياً. وتعلم القراءة في السجن. والسابقة التي مهدت طريقه الى الصدارة السياسية هي إنجازه، في 1994، الصلح بين المؤتمر الوطني الافريقي وبين قوم الزولو. والقضايا التي على الرئيس الجديد التصدي لها، ومعالجتها، كثيرة. ولعل القضية الأولى هي البطالة. فجنوب افريقيا تشكو من 40 في المئة من البطالة (والرقم الرسمي هو 23 في المئة). و40 في المئة من السكان هم تحت عتبة الفقر. وأصابت الأزمة الاقتصادية العالمية قطاع المناجم، ركن الاقتصاد الجنوب افريقي. والجريمة متفشية: 19 ألف جريمة قتل و50 ألف اغتصاب في السنة الواحدة. وامتحان زوما الأول هو إنجاز الإصلاح الزراعي. فإلى اليوم 80 في المئة من الأرض تعود الى البيض. وينوي الرئيس الجديد خفض النسبة هذه، في 2015، الى 30 في المئة من غير بث الذعر في صفوف المزارعين والملاكين البيض. وفي الأثناء، يتوقع ان تنشط دورة كرة القدم على كأس العالم، في 2010، السياحة. وتأمل الحكومة قدوم 10 ملايين سائح في السنة. واستقبال العدد هذا عبء ثقيل على الأمن والتنظيم. وعلى الرئيس جاكوب زوما إقناع المستثمرين الأجانب بجدوى اختيارهم جنوب افريقيا مقصداً، واستبقاء البيض الأثرياء والوطنيين في جنوب افريقيا. والحق ان نبرة الحملة الانتخابية لم ترع على الدوام الوجه هذا. فالجمع بين استمالة القاعدة والجمهور وبين تطمين المستثمرين ليس بالأمر اليسير في جنوب افريقيا. * مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، عن «شالانج» الفرنسية، 7/5/2009، إعداد و.ش.