تختنق مدينة تونس بسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة وتطورت فنادقها من استقبال السياح الى التركيز على استقطاب رجال الأعمال والوفود الرسمية التي تزور البلد. وانتقلت الحركة السياحية الى الضواحي الشمالية المطلة على الساحل المتوسطي خصوصاً قرطاج والمرسى وقمرت حيث انتشرت الفنادق والمطاعم الفخمة. وبين المدينة وضواحيها تشكل بحيرة تونس مرفأ للترفيه ومركزاً حديثاً للتسويق. فبعد أعوام من أعمال التطهير والاستصلاح كسب التونسيون مساحات شاسعة من الأراضي على ضفاف البحيرة التي كانت مهملة طيلة قرون. واستأثرت المشاريع السياحية والترفيهية والخدمية بالحصة الأساسية من المدينة الحديثة، فإلى جانب مدينة الأطفال التي تديرها الشركة المتوسطية للتنمية والتنشيط السياحي التابعة لمجموعة "اخوان" السعودية خصص 50 هكتاراً من الحي الفخم "حدائق البحيرة" لانشاء فنادق ومراكز ترفيهية ومطاعم ومقاه سياحية على امتداد الكورنيش الذي يغسل قدميه في مياه البحيرة. ملعب غولف وانتشرت في محيط البحيرة المجمعات التجارية الحديثة ومكاتب المصارف وشركات التأمين والسفارات ومكاتب المحاماة ما جعلها من أرقى ضواحي العاصمة. ويتوقع ان يزيد استقطابها للسياح بعد استكمال تهيئة ملعب الغولف الذي يشمل 106 هكتارات على ضفاف البحيرة. ويعتبر هذا المشروع الذي يتوقع أن يكون جاهزاً في غضون سنتين مشروعاً بيئياً نموذجياً لأنه بمثابة رئة تنفس لمدينة البحيرة وقطب الرحى المستقبلي للمجمعات الفندقية المحيطة بالعاصمة كون السياح سيقبلون عليه لممارسة رياضاتهم المفضلة. ويعتقد المدير العام لشركة "البحيرة للتطهير والاستصلاح والاستثمار" السيد محرز بن الشيخ ان هناك تكاملاً سينشأ بين ملعب الغولف والمراكز الترفيهية الجديدة التي ستقام على ضفاف البحيرة ما يجعلها ملجأ دائماً للذين يعانون من ضغوط العمل والارهاق في مدينة تونس. وأكد ان جميع المكونات العقارية والترفيهية في مشروع استصلاح ضفاف البحيرة راعت الجانب السياحي انطلاقاً من أن البحيرة تملك ميزات خاصة نظراً الى كونها أكبر حوض مائي قريب من وسط العاصمة وتنتشر فيها المشاهد الطبيعية الجميلة التي لا يصادفها السياح في المدينة الاسمنتية. وتبدو بحيرة تونس في مثال التهيئة الذي يجري تنفيذه على مراحل مطوقة بالمباني الحديثة من الخاصرة الى الخاصرة مثل بحيرة جنيف، خصوصاً بعد استكمال تنفيذ مشروع إعمار برج شيكلي الذي يتوسط البحيرة والذي ترعى ترميمه مؤسسة اسبانية - تونسية. مركز أعمال ويتوقع أن يضفي المنتزه الذي سيقام على امتداد 148 هكتاراً على ضفاف البحيرة جمالاً خاصاً على المدينة الجديدة نظراً الى أنه سيكون أكبر من مساحة الحديقة الرئيسية في العاصمة تونس حالياً وهي حديقة "البلفيدير" التي لا تتجاوز مساحتها 90 هكتاراً. وستتيح المدينة الجديدة للسياح من رجال الأعمال الذين يزورون تونس في اطار أعمالهم التجارية أن يقيموا في فنادقها ليكونوا قريبين من معرض تونس الدولي بالنظر الى وجود قصر المعارض الرئيسي عند طرفها الشرقي. وفي هذا الاطار استكملت أخيراً الدراسات الخاصة بانشاء مركز للأعمال والخدمات سيكون متكاملاً مع قصر المعارض وسيبدأ العمل في انجازه قريباً. ورأى خبراء اقتصاديون ان انجاز الأقسام المتبقية من المجمعات السياحية والترفيهية والعقارية التي تحيط بالبحيرة سيغير وجه مدينة تونس ويجعلها أحد مراكز الاستقطاب الرئيسية لسياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة الترفيهية في الحوض الغربي للمتوسط.