تعزز القطاع السياحي التونسي بظهور أول مدينة ترفيهية حديثة على ضفاف بحيرة تونس فوق مساحة تغطي 12 هكتاراً. ويتوقع أن تساهم المدينة التي أطلق عليها اسم "تونس هابي لاند بارك" الأرض السعيدة في استقطاب أصناف جديدة من السياح ورفع المستوى العام للبنية السياحية في العاصمة. وتدير المدينة "شركة المجمع المتوسطي للتنمية السياحية والترفيه"، التي تملك مجموعة "اخوان" السعودية 90 في المئة من رأس مالها، وهي إحدى المدن الترفيهية التي أقامتها المجموعة في كل من السعودية وسورية وتونس، ويرأس مجلس ادارتها رجل الأعمال السعودي المعروف الشيخ عبدالعزيز النويصر. وكان رجال أعمال تونسيون وقطريون أقاموا مدينة ترفيهية في الموقع نفسه، إلا أن المشروع تعثر لحداثة انشائه فاشترته مجموعة "اخوان" المتخصصة في إدارة المدن الترفيهية، والتي تملك خبرة كبيرة في الميدان وطورته الى مدينة حديثة على طراز المدن الأوروبية المماثلة. وقال المدير العام للمشروع السيد غياث صالح النعمان ان الشركة استثمرت العام الماضي نحو ستة ملايين دولار في تنفيذ خطة تطوير المدينة وباشرت مطلع السنة الجارية تركيب ألعاب حديثة بينها 11 لعبة كبيرة و42 لعبة أقل حجماً بالاضافة الى انشاء قاعة كبيرة مخصصة لألعاب الفيديو. من ميزات المدينة الترفيهية الجديدة أنها تقع على الطريق الرابطة بين العاصمة تونس وضاحية المرسى وهي تطل مباشرة على ضفاف بحيرة تونس. كما انها تتوسط المجمعات التجارية الفخمة والأحياء السكنية الراقية التي تعتبر أحدث منطقة في ضواحي تونس. وسعياً الى تأمين سلامة رواد المدينة، وغالبيتهم من الأسر، والمحافظة على خصوصيتها وطابعها المميز تفكر ادارتها في اقامة بوابات رئيسية لاستقبال الزوار، وستتيح تذكرة الدخول الوصول الى جميع أجزاء المدينة والمشاركة في إحدى الألعاب الكبيرة. وقدمت الشركة في هذا الاطار طلباً الى السلطات المعنية التي ترغب في المساعدة على انجاح المشروع. وتراوح أسعار اللعب في المدينة بين نصف دولار ودولارين تقريباً. وتنسحب هذه الأسعار على الألعاب الحديثة مثل لعبة "الترمينتر" الشواية التي كلفت المستثمرين 1.2 مليون دينار نحو أكثر من مليون دولار. وقال النعمان ل "الحياة" ان نوعية الأسعار تدل على أن هدف المستثمرين ليس الربح الفاحش وانما تأمين ظروف التسلية ووسائل الترفيه للأطفال وأسرهم. وقال ان شركة "المجمع المتوسطي" بادرت تأكيداً لثقتها بنجاح مشروعها في تونس الى رفع رأس مالها من 3.6 مليون دينار الى الضعفين ثم رفعته ثانية الى 12 مليون دينار نحو 11 مليون دولار. وتشمل خطة تطوير المدينة خلال السنة على تهيئة ثلاث قاعات جديدة بالاضافة الى اقامة مشروع ألعاب مائية. وتتمثل القاعات الجديدة في ملعب بولينغ وقاعة متعددة التخصصات ستكون سينما للأطفال ومسرحاً ويمكن استخدامها للأفراح والاحتفالات. أما الثالثة فهي قاعة للتزلج على الجليد. وذكر النعمان ان الشركة طلبت من مكاتب دراسات متخصصة إعداد دراسة فنية تمهيداً لانشاء قاعة التزلج التي ستكون من أهم مكونات المدينة الترفيهية. واضافة الى القاعات الجديدة سيقام مسبح كبير يتعاطى فيه الأطفال ألعاباً مائية متنوعة من سن 12 - 13 سنة الى أعلى. وعلى رغم ان المدينة تمسح 12 هكتاراً فإن المساحة المستثمرة منها تعادل ثمانية هكتارات فقط بالاضافة الى هكتارين يستخدمان مواقف للسيارات ويتسعان ل 800 سيارة. أما المساحة المتبقية هكتاران فهي ستخضع لخطة تطوير تجعلها متكاملة مع أجزاء المدينة الأخرى. وقال النعمان ان توسعة المدينة وتحديث تجهيزاتها يدلان على الثقة في جدوى الاستثمار في تونس كما يدلان على تركيز مجموعة "اخوان" على الاستثمار في البلدان العربية أكثر من البلدان الأجنبية "لأن جميع الظروف المناسبة التي يبحث عنها المستثمر متوافرة في تونس". وأرسلت مدينة "هابي لاند بارك" فنيين تونسيين أخيراً الى الشركات الأوروبية المصنعة للآلات في المانيا وايطاليا لاجراء دورات تدريبية على استخدامها. كذلك أرسلت 19 فنياً وموظفاً الى جدة لاجراء دورة تدريب في مدينة عطاالله الترفيهية، وهناك تجربة جديدة للتنسيق بين المدينتين في تونس والسعودية لتنظيم عمليات التدريب على تشغيل المعدات والتجهيزات واصلاحها وكذلك الاستفادة من ورشة الصيانة الكبيرة في جدة ومن كفاءة الخبراء والفنيين الموجودين هناك. وأشاد النعمان بكفاءة الفنيين التونسيين الذين قال انهم استوعبوا فنيات السيطرة على الآلات المتطورة. وأفاد ان تركيب الآلات والمعدات في تونس تم بأيادٍ محلية ولم يُعتمد سوى خبير واحد من الشركة الصانعة. وأضاف ان شركة المجمع المتوسطي "تفكر باستقدام الفنيين العاملين في المدينة الترفيهية في دمشق لاجراء دورات تدريبية في تونس ما يكرس التنسيق والتكامل بين المدن الثلاث". كذلك يصل مدير الفنيين في مدينة عطاالله الى تونس قريباً في اطار تبادل الخبرات بين المدن التابعة لمجموعة "اخوان".