تدير مجموعة "أبو نواس" التونسية - الكويتية تشكيلة منوعة من الفنادق تستجيب لمختلف أذواق السياح ممن يزورون تونس على مدار السنة. وهي وزعت فنادقها على مناطق الشمال والجنوب لمواكبة حركة الاقبال السياحي. ففي الصيف تستقطب منطقة طبرقة والحمامات وسوسة أعداداً كبيرة من السياح الباحثين عن البحر والشمس وهواة لعبة التزلج على الماء والصعود بالمناطيد. وفي الشتاء تستقطب منطقة توزر السياح المولعين بالمناخات الحميمة في الواحات والهاربين من عواصف أوروبا وطقسها القاسي الى أفياء النخيل وسحر الاسواق التراثية في مدينتي تورز ونفطة. وفي الخريف والربيع تقدم جزيرة جربة التي تشبه سفينة مسافرة بين التاريخ والحداثة مكاناً مثالياً لتمضية عطلة هادئة في حضن الطبيعة بعيداً عن ازدحام المدن الكبيرة وتلوث هوائها الخانق. 17 فندقاً وتدير مجموعة "أبو نواس" 17 فندقاً بينها عشرة فنادق تملكها "المجموعة التونسية - الكويتية للتنمية" وسبعة فنادق يملكها رجال أعمال من القطاع الخاص في كل من تونسوسوسة والمنستير والمهدية وجربة. وتوقع رئيس مجلس ادارة المجموعة مطلق الصناع ان يرتفع عدد الليالي التي سيمضيها السياح في فنادق المجموعة بنحو 1.46 مليون ليلة السنة الجارية. الى ذلك انشأت المجموعة مكتب سفريات يشكل حلقة جديدة تتكامل مع أنماط الخدمات التي تقدمها سلسلة الفنادق المنتشرة في المناطق السياحية التونسية للسياح. ويعمل هذا المكتب على استقطاب السياح من بلدانهم الأصلية وتؤمن لهم الرحلات الى تونس، بالإضافة الى تأمين تنقلاتهم داخل البلد نفسه عقب وصولهم الى تونس. نجوم السينما والسياسة في ذروة الشتاء الأوروبي يأتي نجوم السينما والموسيقى ورجال الدولة الى "أبو نواس جربة" أو "أبو نواس توزر" ليتخففوا من ملابس الشتاء الثقيلة وينزلوا الى البحر في جربة أو الى المسبح في توزر، مكرّسين وجود فصل خامس اضافة الى فصول السنة التقليدية. اما في الحمامات فمن الصعب العثور على مكان في فندق "أبو نواس"، الواقع في المنطقة السياحية الشمالية، لأن المدينة المشهورة بسواحلها الساحرة تجتذب اعداداً كبيرة من السياح من جميع أنحاء العالم صيفاً وهي تستقطب فئات اخرى في الربيع والشتاء والخريف بسبب ميزاتها الكثيرة وفي مقدمها اعتدال المناخ المتوسطي وكثرة الاسواق التقليدية والمواقع التاريخية والمتاحف وقربها من العاصمة تونس ومن مدينتي سوسة والمنستير السياحيتين. وقال السائح الايطالي فرانكو بيرالي المقيم في "أبو نواس حمامات" ل"الحياة": "تعودت على زيارة المنطقة في ايلول سبتمبر من كل سنة وهو شهر اجازتي مذ وقعت في غرامها خلال زيارتي الأولى عام 1994". وما يعجب بيرالي في الحمامات ان المصطافين يغادرونها في الخريف فيشعر بأنها باتت ملكاً له. وهو يقبل على ممارسة الرياضة في الفندق الذي تمتد حدائقه فوق مساحة ثلاثة هتكارات والمجهز بالمعدات الضرورية للرياضات المختلفة، أو يركض على الساحل ذي الرمال الناعمة قبل ان يمشي عند الأصيل الى الميناء المجاور للقلعة التاريخية ليشاهد من المقهى العتيق مراكب الصيادين تنطلق الى البحر البعيد في حفلة صيد متجددة كل يوم. جبل ومرجان يختلف "أبو نواس المنتزه" في مدينة طبرقة الشمالية عن فنادق المجموعة في المناطق الأخرى، فهو يقع على سفح جبل أخضر يطل على البحر المتوسط، وتبدو قبالته جزيرة صغيرة يرتفع عليها "الحصن الجنوي"، نسبة الى قراصنة جنوة، الذين احتلوا المدينة في القرن السادس عشر ومكثوا فيها قرناً ونصف القرن. ويشكل الفندق نوعاً من الشرفة المرتفعة التي يغسل البحر أقدامها وتمنح الجالس فيها الشعور بأنه يطالع لوحة طبيعية تمتد من موقع "الإبر" عند طرف المدينة وهي قطع صخرية غمر البحر اجزاءها السفلى وصقل الموج أعاليها فباتت مثل الإبر الضخمة الى الحصن والميناء الترفيهي وصولاً الى منطقة الفنادق وملعب الغولف. ويستقطب "أبو نواس المنتزه" فئة خاصة من السياح متمثلة بهواة جمع المرجان الذي صنع شهرة طبرقة، وكذلك المولعين بفنون الغوص والتصوير تحت الماء لا سيما خلال فترة المهرجانات التي تقام في المدينة لاستقبال عشاف البحر والمرجان، إضافة الى مسبحه الأولمبي وقاعدته البحرية ومركز التدريب على الغوص وملاعب التنس الخمسة وقاعة الرياضة متعددة التخصصات. وفي العاصمة تونس ركزت مجموعة "أبو نواس" على سياحة المؤتمرات، فلا يكاد يعقد مؤتمر وزاري أو قمة في البلد إلا ومكانهما "أبو نواس" المطل على جادة محمد الخامس أفخم شوارع المدينة. ربما لعب وجود قصر المؤتمرات الى جوار الفندق وقرب المطار منه اذ تقطع المسافة بينهما في عشر دقائق دوراً مهماً في استقطاب الندوات والمؤتمرات العربية والدولية. إلا ان فخامة العمارة ومستوى الاجنحة وحجم قاعات الاجتماعات والخدمات المتوافرة في الفندق شكلت معاً عناصر مهمة جعلته المقصد المفضل للمؤتمرين. وكان الرؤساء الأفارقة أقاموا في "أبو نواس تونس" خلال القمة الثلاثين لمنظمة الوحدة الافريقية، فيما اعتاد وزراء الداخلية العرب منذ مطلع التسعينات عقد مؤتمراتهم السنوية في الفندق عدا العام الماضي بسبب استضافة الأردن المؤتمر. ويتوافد عشرات رجال الاعمال العرب والأوروبيون والآسيويون على الفندق يومياً بوصفه مركز اللقاءات وجلسات العمل مع الصناعيين ورجال الاعمال التونسيين بحكم موقعه الاستراتيجي وقاعاته المجهزة. وفيما تخصص "أبو نواس تونس" في استقبال رجال الاعمال والوفود الرسمية كرس "أبو نواس قمرت" في الضاحية الشمالية للعاصمة مكانته بوصفه مركزاً متخصصاً في السياحة الخليجية، اذ يتوافد عليه السياح العرب، وفي مقدمهم الخليجيون، لوجوده على ساحل البحر ولتوافر شقق وفلل خاصة في حدائقه المترامية وعلى الشاطئ، مما يجعل الأسر تشعر بالراحة والدفء العائلي بعيداً عن زحمة المناطق السياحية. الى ذلك استقطب "أبو نواس المشتل" القريب من المدينة العربية عدداً كبيراً من الندوات والمؤتمرات فهو يشتمل على تسع قاعات للمحاضرات واجتماعات اللجان اضافة الى مركز اعمال وقاعة مسرح ومركز تجاري. تشبه ميزات "أبو نواس قمرات" الميزات المتوافرة في فندقين كبيرين في منطقة سوسة هما "أبو نواس النجمة" على كورنيش المدينة و"ديار الاندلس" في المجمع السياحي القنطاوي، اذ تخصصا باستقبال الأسر من أوروبا والعالم العربي. وقدرت نسبة الأسر العربية ب20 في المئة من الزوار، فيما قدرت نسبة الأسر الأوروبية ب80 في المئة. وفي سوسة فندق آخر هو "أبو نواس بوجعفر" لكنه غير متخصص بسياحة الأسر وانما يعتبر مركزاً استشفائياً فريداً يمتاز باعتماده اسلوب المعالجة بمياه البحر. ويقول مسؤولو المجموعة ان نسبة كبيرة من الأسر التي تمضي اجازاتها في "النجمة" و"ديار الأندلس" تحرص على العودة العام التالي، معتبرين ذلك دليلاً على ارتياح الزبائن لنوعية الخدمات المقدمة للأسر والمناخات الحميمة التي تجدها هناك، وكذلك لموقعي الفندقين القريبين من البحر ومن أسواق المدينة ومعالمها الحضارية. وهناك نشاطات سياحية موسمية في بعض المناطق تلعب فيها فنادق "أبو نواس" دوراً مركزياً من دون ان تستضيف الزوار، ففندق "أبو نواس توزر" تخصص بتأمين الأكل والخدمات لصيادي المها والغزال في الصحراء جنوبتونس ممن يفضلون الاقامة في خيام أو بيوت وقتية بعيداً عن مراكز المدن لكنهم يحتاجون الى التموين والخدمات الضرورية التي يلجأون الى فندق "أبو نواس" لتأمينها لهم. ولعل نوعية الخدمات والمواقع الجميلة التي اقيمت فيها الفنادق تفسر تكريس مكانة المجموعة بوصفها تمثل فئة السياحة الراقية في تونس. وشمل المستوى الراقي مطاعم المجموعة التي تخصص بعضها في أصناف محددة من الأطعمة مثل مطعم "المدينة" في "أبو نواس تونس" الذي يقدم أشهر الاطباق التونسية ومطعم "السالمية" الذي يقدم تشكيلة منوعة من الاطعمة، ومطعم الرباب في "ديار الاندلس" سوسة الذي يجمع بين الاطباق التونسية والأوروبية. وذكر مدير الانتاج في المجموعة السيد ناصر مشموم ان جميع الطهاة تابعوا أخيراً دورة تدريبية استمرت ثلاثة اشهر على يد خبير مرموق من مجموعة "ميريديان"، ويتابع حالياً الطهاة المساعدون دورة مماثلة ترمي الى تحسين نوعية الاطباق وتقديم اطعمة منوعة للزبائن. وأكد ان الدورات التدريبية مستمرة في جميع الفنادق، وقال: "تعاقدنا مع مكتب متخصص لإعطاء دورات للكادر الاداري والفندقي خلال الفترة من حزيران يونيو العام الماضي الى آذار مارس من العام المقبل شملت وستشمل المديرين العامين والمديرين الماليين والمديرين التجاريين ومسؤولي مكاتب الاستقبال وسواهم من فئات الكادر العامل في المجموعة". وتنوي المجموعة وضع مقاييس محددة للخدمات تشكل تعهداً تجاه الزبائن بتأمين مستوى رفيع في جميع فنادق المجموعة وهو سيكون شبيهاً بنظام "ايزو 9000" للجودة في المجال الصناعي. وترمي هذه التطويرات الى مجابهة المنافسة المتزايدة من المجموعات الفندقية الاجنبية التي انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة ما حفز مجموعة "أبو نواس" على السعي الى الارتقاء بخدماتها الى المستوى العالمي. ويعتقد مشموم انه لا خيار أمام المجموعة في ظل تحديات المنافسة المتنامية "سوى التقدم والتجاوز المستمرين وهو الخيار الأصعب".