كان متوقعاً ان يثير الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع نظيره الاميركي بيل كلينتون خلال لقائهما في باريس امس موضوع العراق، في ضوء الاتصالات الفرنسية بباقي أعضاء مجلس الأمن التي تتعلق بأفكار طرحتها باريس للخروج من أزمة بقاء التسلح العراقي من دون مراقبة، منذ غادر بغداد خبراء اللجنة الخاصة أونسكوم في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وتسلمت بريطانياوالولاياتالمتحدة مشروع قرار فرنسياً معدلاً ينص على تعليق العقوبات المفروضة على العراق لمدة مئة يوم، حتى إعداد الأمين العام للامم المتحدة تقريره عن نتائج مراقبة لجنة جديدة التسلح العراقي، وبعد تطبيق نظام الرقابة المستمرة بفاعلية لمدة 60 يوماً. وذكرت مصادر فرنسية مطلعة ان التعديل الذي طرأ على الأفكار الفرنسية يتناول التقارير الدورية التي يقدمها رئيسي لجنة مراقبة التسلح الى مجلس الأمن. وفضلت فرنسا ان تكون التقارير كل ثلاثة اشهر بدلاً من ستة شهور، مثلما كانت أثناء ممارسة "أونسكوم" نشاطاتها في العراق. لكن المصادر أشارت الى ان مشروع القرار مطروح للتفاوض وليس نهائياً. اما الولاياتالمتحدةوبريطانيا فلديهما تحفظات عن فترة الستين يوماً الاختبارية اذ تعتبرانها قصيرة جداً. وأفادت مصادر غربية ان واشنطن ولندن غير راضيتين عن الاقتراح الفرنسي الخاص بآلية مراقبة العائدات العراقية من النفط، وتعتبرانه متساهلاً جداً، وهو يرتكز الى ابلاغ الأمين العام العقود وفتح حساب غير خاضع للسرية المصرفية، بل لإشراف مراقبين. وعبرت المصادر عن مخاوف بريطانية من ان يؤدي ذلك الى سيطرة كاملة للرئيس صدام حسين على العائدات النفطية. وبحسب مصادر فرنسية فإن الموقف الاميركي ما زال بعيداً عن القبول بتعليق العقوبات، ويميل الى ابقاء الوضع الحالي، وهذا ما يريد شيراك اثارته مع كلينتون لمحاولة اقناعه بخطوة الوضع القائم في العراق من دون اي مراقبة على التسلح، وفي ظل وضع انساني متدهور جداً. مختبر "اونسكوم" في نيويورك رويترز ذكر ديبلوماسيون ان العراق رفض السماح لخبراء "اونسكوم" بالعودة الى بغداد لازالة مواد كيماوية موجودة في مختبر تابع للجنة الخاصة. وأكدوا ان كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة كان يفكر في ارسال فريق يضم خبراء من اللجنة وخبراء مختبر للحكومة السويسرية نفذوا سابقاً مهمات للجنة. وصرح الديبلوماسيون بأن العراق طلب استبعاد أعضاء اللجنة الخاصة، وعلى انان ان يعاود النظر في تشكيل الفريق. وكان ريتشارد بتلر رئيس اللجنة طلب ارسال خبراء عسكريين الى العراق للمرة الأولى منذ ستة شهور للتخلص من عينات كيماوية وبيولوجية تركها الخبراء حين غادروا بغداد عشية عملية "ثعلب الصحراء". وأثارت روسيا جدلاً حول "خطورة" تلك المواد، فيما أيدت بريطانيا ارسال فريق من "اونسكوم" الى بغداد لازالتها.