تخطط تونس لتطوير السياحة الجبلية في إطار سعيها لتنويع القطاعات السياحية، ويجري إعداد دراسة لإقامة تلفريك يربط مدينة منتزه قرطاج، التي انشئت فوق ربوة قمرت على ارتفاع 70 متراً عن سطح البحر، بالساحل المتوسطي في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس. وهناك أيضاً مشروع لتطوير السياحة الجبلية في مدينة قربص 50 كلم جنوب العاصمة تونس والتي تعتبر من أجمل المحطات الاستشفائية التي انشئت قبل عقود واستقطبت أعداداً كبيرة من الزوار، خصوصاً من أهل البلد الذين يقبلون عليها لجمال مناخها الجبلي وكثرة العيون الطبيعية المنتشرة فيها. وتجتذب قربص الراغبين في التداوي بالمياه، فيما تستقطب مدينة زغوان التي تقع إلى الغرب منها والتي اشتهرت منذ الوجود الروماني في تونس قبل أكثر من ألفي عام بحماماتها المعدنية وما زالت تحتفظ بآثار ومواقع تاريخية متنوعة، وكذلك مدينتا عين دراهم وطبرقة في الشمال قرب الحدود الجزائرية، أعداداً متزايدة من السياح. وحصلت أخيراً "شركة التهيئة السياحية" على ترخيص لانشاء مجمع سياحي في مدينة زغوان 50 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس يتألف من فندق من فئة خمس نجوم ومركز للترفيه وملعب لكرة القدم ومسرح ومنصة للتحليق بالمظلات. ويقع المجمع السياحي، وهو الأول في منطقة زغوان، على ارتفاع يقدر بنحو ألف متر ما سيتيح للسياح ممارسة أنواع جديدة من الرياضات، خصوصاً رياضة القفز بالمظلات. وتشمل المساحة التي سيقام عليها المشروع أربعة هكتارات، فيما تقدر طاقة الاستيعاب في الفندق ب250 سريراً، وسيجري ربطه ب"معبد المياه" الروماني في وسط مدينة زغوان بواسطة تلفريك. وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها التلفريك إلى المناطق الجبلية التونسية ويستخدم في تطوير السياحة. إلى ذلك، يعتزم المستثمرون انشاء مصحة للتداوي بالمياه المعدنية مندمجة مع القرية السياسية وتضم قاعة للتدريبات الرياضية وقاعة ثانية للعلاج ومخبراً للتحاليل. وتتكامل المصحة مع مركزين استشفائيين يعتمدان على المياه المعدنية الساخنة في منطقتين محاذيتين لمدينة زغوان. وسيعزز المجمع السياحي في زغوان الذي قدرت استثماراته ب30 مليون دولار، تجربة السياحة الجبلية التي قطعت أشواطاً مهمة في منطقتي عين دراهم وطبرقة القريبتين من الحدود مع الجزائر.