بدأت القوات الصربية امس انسحابها من كوسوفو، ولكن تأخر دخول "القوة الدولية" البديلة. اذ حال "إشكال روسي" دون ان يباشر حلف الاطلسي تطبيق قرار مجلس الأمن الخاص بوضع الاقليم تحت رعاية الأممالمتحدة راجع ص7. فمنذ صباح امس تحركت قوات روسية من البوسنة ودخلت صربيا متوجهة الى كوسوفو رافعة شعارات الأممالمتحدة، وفوجئ القائد الاطلسي الجنرال البريطاني مايكل جاكسون بهذا التصرف فتمهل في دفع جنوده الى عبور الحدود المقدونية لبدء مهماتهم، كما فوجئت العواصم الغربية. وبينما كانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت متجهة لزيارة احد مخيمات اللاجئين آتية من كولونيا، اضطرت الى التوجه الى مطار سكوبيا حيث وافاها جاكسون، وأطلعها على المستجدات فاتصلت بنائبها ستروب تالبوت الذي كان غادر موسكو إثر اجتماعات مع المسؤولين فيها، وبينهم وزير الخارجية ايغور ايفانوف. وطلبت اولبرايت من تالبوت، وهو في طائرة متجهة الى بروكسيل، العودة الى موسكو لحل الاشكال الطارئ. وأشار الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن الى ان اولبرايت تحدثت هاتفياً مع ايفانوف، وأعرب عن اعتقاده ان الوزير الروسي "فهم ان قوات بلاده ستكون بإمرة الاطلسي". معروف ان تالبوت لم يكن توصل مع الروس الى اتفاق تفصيلي على صيغة العلاقة بين وحداتهم وبين تلك التابعة للحلف. فموسكو تصرّ على ان تتولى بمفردها ادارة قطاع محدد من اراضي كوسوفو وتفضل ان يكون ذلك الذي يضم اكثرية اثنية صربية والاماكن المقدسة للصرب. لكن قادة الاطلسي يعتبرون ذلك نقضاً لقرار مجلس الأمن حول احادية القيادة، ويشككون في ان يتجرأ المهجرون الألبان على العودة الى قطاع يشرف عليه "الروس السلاف" حلفاء الصرب. ويرفض الاميركيون اعتماد "صيغة برلين" في كوسوفو ويفضلون "صيغة البوسنة" التي تكفل بحسب القرار الدولي، مركزية القيادة وخضوع القطاعات كلها الى مرجع واحد. ويعتبرون ان في الامكان تجاوز ما حصل مع روسيا، بدليل ان الاوامر صدرت مساء امس لطلائع القوات الدولية من اجل رفع درجة تأهبها استعداداً لدخول الاقليم، ومنع حدوث أي فراغ امني فيه.