بدا ان المفاوضات التي جرت في موسكو للتوصل الى تسوية في كوسوفو باءت بالفشل، اذ اعترف الروس بأن وجهات النظر لا تزال متباعدة بينهم وبين الحلفاء، فيما اشترطت بلغراد مجدداً وقف الغارات شرطاً مسبقاً لأي تسوية. موسكو ، بلغراد - "الحياة" ، أ ف ب - أعلن الناطق باسم الخارجية اليوغوسلافية أمس الجمعة ان وقف القصف الاطلسي على بلاده يعتبر "شرطاً مسبقاً" لأي تسوية سياسية لأزمة كوسوفو. وقال ان "الشرط المسبق لدفع العملية السياسية قدماً وللتوصل الى اتفاق سياسي هو الوقف الفوري للقصف وللجرائم التي ترتكب ضد الانسانية وضد المدنيين". واضاف: "نحن منفتحون للحل السياسي وللمفاوضات الديبلوماسية ومستعدون للعب دور بناء للتوصل الى تسوية سياسية للوضع في كوسوفو". ايفانوف وصرح وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس بأن الخلافات في وجهات النظر بين الروس والغربيين حول الأزمة اليوغوسلافية ما زالت قائمة وخصوصاً بشأن "مسألة الوجود الدولي في كوسوفو وانسحاب القوات الصربية" من الاقليم. وقال الوزير الروسي إثر اجتماع مع وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو ان المهم هو التوصل الى وقف العمليات العسكرية ضد يوغوسلافيا. وجاء كلام الوزير الروسي بعد لقائه صباحاً نائب وزير الخارجية الأميركي ستروب تالبوت. وكانت العاصمة الروسية شهدت تحركات ديبلوماسية واسعة للبحث عن صيغة للتسوية في البلقان، وعقد اجتماع استمر حتى الثالثة من فجر أمس بين المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين ونائب وزير الخارجية الأميركي والرئيس الفنلندي مارتي اهتيساري الذي عين ممثلاً للأمم المتحدة لشؤون التسوية. واكتفى المشاركون في اللقاء الثلاثي بالاشارة الى "جهود جدية وبناءة" لكنهم لم يكشفوا أي تفاصيل ما حدا الى الاعتقاد ان مساعيهم باءت بالفشل. واثر لقائه مع تالبوت ذكر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف انهما "عملاً على تنسيق بعض القضايا العاجلة" من دون ان يوضح طبيعتها. وكان البرلمان الروسي عقد اجتماعاً مغلقاً أمس لمناقشة الوضع في البلقان، وأعلن رئيس الدوما غينادي سيليزنيوف على الأثر انه "لا يستبعد احتمال توقف القصف على يوغوسلافيا في غضون أيام". وأضاف انه يجري "اعداد صيغة" لم يكشف عنها. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر روسي مشارك في المفاوضات ان الصيغة تقضي بموقف الغارات لمدة قصيرة، في مقابل التزام بلغراد بسحب القوات الصربية من كوسوفو، حسب جدول زمني على ان يسمح لأطراف دولية بالتأكد من تنفيذ الالتزامات. وفي الوقت نفسه، أصدرت الخارجية الروسية بياناً استنكرت فيه "الأعمال الاجرامية" لحلف الأطلسي وخصوصاً اصابة بعثات ديبلوماسية ومراكز طبية. ودعت الحلف الى ان "يعود الى صوابه".