لم تمضِ أشهر على إطمئنان بيجو الى نجاح "206" فوق 300 ألف طلبية منذ الخريف الماضي في خلافته الصعبة ل "205"، أحد أنجح الموديلات الصغيرة B segment في تاريخ صناعة السيارات، حتى نشّطت الشركة الفرنسية موديلَيها "306" و"406" بتحديثات عميقة يواجهان بها المنافسة المشتدة في القطاعَين المتوسط- الصغير C segment D segment اللذين يقتطعان معاً أكثر من 55 في المئة من مبيعات السيارات السياحية في أوروبا. وبإطلاق تحديثات "306" و"406" معاً، إستبقت الشركة إنهماكها بحملة إطلاق موديلها الكبير المقبل يعرف برمز "زد 8" الذي سيرث "605" الحالي في نهاية السنة الحالية. خلافاً لمعظم عمليات تجميل الموديلات في منتصف أعمارها التسويقية، يظهر تجميل "406" الذي بيعت منه أكثر من 750 ألف وحدة منذ إطلاقه خريف 1995 منها 46$ ديزل بسهولة، ولو من بعيد. هل أصبحت السيارة أجمل مما كانت عليه؟ لكل رأيه. صحيح أن "نمو" حجم المصباحَين وشفافية غطائيهما، وتعديلات المقدّم الأخرى مثل رفع مستوى غطاء الصندوق وإطالته، وتغيير تصميم فتحة التهوئة أغْنَت إطلالة "406" حضوراً، خصوصاً مع إطالة الهيكل 3.4 سنتم 59.4 متر بتغيير حجم المصدّين، لكن الصحيح أيضاً هو أن جمال الموديل في الأساس يجعل أي عملية تجميل لاحقة تمريناً صعباً. ويكفي محبي التصميم السابق بقاء كوبيه "406" في الحلة الأساسية التي أرادها له بينينفارينا! أياً يكن الأمر، تتباين درجة التغيير الشكلي بين فئات "406". فبإستثناء الكوبيه، تغيّرت واجهة الصالون والواغن الممدود الصندوق بينما لم يتعدّل تصميم المؤخّر إلا في فئة الأبواب الأربعة التي تغيّر تصميم غطاء صندوقها وإتسعت مساحته قليلاً 430 ليتراً، كما أضيفت عارضة "تجميلية" في كل من المصباحين الخلفيين لأسباب... يدركها مصمموها بلا شك! ومن التحسينات الداخلية المريحة يُذكر مسندا الساعدين الأماميان وكل منهما قابل للطي لدى أي من السائق أو الراكب الأمامي. التجهيزات لم يتعدّل شكل "406" وحده، بل حظي الموديل خصوصاً بتحسينات تجهيزية عدة تبدأ، وفي الفئات كلها، بشمول نظام منع الإنزلاق الكبحي مع ضبط توزيع الكبح بين المقدّم والمؤخّر EBD حسب حدة الكبح وسير السيارة قُدُماً أو إنعطافاً، والوسادتين الهوائيتين المواجهتين في المقدّم، مع أخريين جانبيتين لحماية الرأس والصدر. كذلك يمكن الحصول على "406" مع نظام ملاحة إلكترونية إنتاج سيمنس يتميّز، إن لم يكن بصغر حجم شاشته نسبياً في لوحة القيادة، فبسهولة إستخدامه وفي حسن الإبلاغ المسبق من دون أي إرباك، مع رسوم واضحة ومبسّطة على الشاشة الأحادية اللون. المحرّكات وفي باب المحرّكات حظي الموديل بخيارين جديدين، أولهما بنزيني سعته 0.2 ليتر في 4 أسطوانات/16 صماماً 137 حصاناً/6000 د.د. و190 نيوتون-متر/4100 د.د.، وهو محرّك إنضم أيضاً الى خيارات "206" الرياضية. ويقل إستهلاك المحرّك الجديد من الوقود نحو 10 في المئة عن سابقه 0.2 ليتر أيضاً ويهبط وزنه من 6.166 الى 140 كلغ، كما لا يتطلّب الصيانة إلا مرة كل 30 ألف كلم. تلبية المحرّك جيدة ونشطة، ولو بقيت الرياضية التي تتحدّث عنها بيجو بعيدة عن تلك التي يخرجها المحرّك ذاته في "206" الرياضية فعلاً، نظراً الى فارق الوزن طبعاً. أما المحرّك الجديد الآخر فهو الصيغة الثانية من محرّك التوربو ديزل ذي البخ المباشر من منصّة مشتركة Rampe commune, Common rail يصل فيها ضغط الوقود الى 1350 بار لتسهيل رذّه وإشتعاله جيّداً في غرف الإحتراق. وبعدما نزلت الصيغة الأولى "دي دوبلفي 10 أ تي أه دي" DW 10 ATED الخريف الماضي "الحياة"، عدد 23/1/1999 بقوة 110 أحصنة/4000 د.د. وعزم 250 نيوتون-متر/1750 د.د.، والتي حظيت بدورها بتحسينات زادتها نعومة إجمالاً، تطل اليوم الصيغة الثانية "دي دوبلفي 10 تي دي" DW 10 TD بالسعة ذاتها كخيار جديد في أي من موديلَي "406" و"306". وتختلف الصيغة الجديدة بغياب المبادل الحراري المتوافر في الأولى، ما يخفّض القوة الى 90 حصاناً/4000 د.د. وعزم الدوران الى 205 نيوتون-متر/1900 د.د. وهي تتوجّه الى الراغبين بالتقنية ذاتها لكن بسعر أرخص من الفئة الأخرى، إذ ليست هناك فوارق تذكر بين الصيغتين في مجالَي الإستهلاك أو القوة الضريبية في التصنيف الفرنسي على الأقل 6 أحصنة ضريبية للسيارة بأي من فئتَي المحرّك المذكور. أما المصرّون على النعومة المخملية فيبقى محرّك الأسطوانات الست الحديث V، 0.3 ليتر، 24 صماماً، 194 حصاناً/5500 د.د. و267 نيوتون-متر/4000 د.د. أكثر خيارات الموديل إغراء لهم. ويتسع أصغر خيارات محرّكات "406" البنزينية ل8.1 ليتر في أسطواناته الأربع، وقوته 90 حصاناً/5000 د.د. وعزمه 147 نيوتون-متر/2600 د.د. في صيغة الصمامات الثمانية، أو 112 حصاناً/5500 د.د. و55 ن-م/4250 د.د. مع ال16 صماماً. "306" تدرك أنضج مراحل عمرها لتنشيط مبيعات "306" في السنتين المتبقيتين من عمر الموديل الذي بيعت منه أكثر من 214.2 مليون وحدة منذ إطلاقه في شباط فبراير 1993، تغطي التحسينات هنا أيضاً مجالات التجميل والإغناء التجهيزي على حد سواء، ما يضع الموديل اليوم في أنضج ظروفه تسعيراً وتجهيزاً. أولى الإضافات الميكانيكية هي صيغة التوربو ديزل الجديدة والمضافة أيضاً في "406". وإن لم يدخل خيار التوربو ديزل في فئة "306 كابريوليه" لأسباب بديهية، فهو يجد حججاً قوية في مختلف فئات "306" الأخرى 3 و4 و5 أبواب وواغن بصندوق ممدود، محل محرّك التوربو ديزل السابق إيكس أو دي 9 تي أه XU D9 TE الذي إنتزع 47$ من مبيعات الموديل. فالمحرّك الجديد أقل إستهلاكاً وتلويثاً وضجيجاً من سابقه، بينما يزيد عنه عزماً 205 نيوتون-متر/1900 د.د. مقارناً ب 196/2250 د.د. في السابق، ولا يتطلّب الصيانة إلا مرّة كل 20 ألف كلم 15 ألف كلم في السابق. وأضيف الى الموديل الذي لن يخلفه وريثه "307" يُعرَف برمز "تي 5" وسيعتمد قاعدة مشتركة مع خليفة سيتروان "كسارا" الحالي قبل أوائل 2001، خيار علبة أوتوماتيكية جديدة 4 نسب أمامية ذات ضبط إلكتروني لتوقيت الغيار حسب نمط القيادة وطبيعة الطريق مع برنامجين، عادي ورياضي. وإنتقل خيار العلبة الأوتوماتيكية من محرّك ال8.1 ليتر 103 أحصنة وحده سابقاً، الى خيارَي محرّكين أولهما أصغر منه 6.1 ليتر، 90 حصاناً والثاني أكبر منه 0.2 ليتر، 135 حصاناً. ويُذكر أن خيارات المحركات البنزينية تبدأ في الموديل من ال4.1 ليتر 75 حصاناً وصولاً الى ال0.2 ليتر 135 حصاناً مع 8 صمامات أو 167 حصاناً مع ال16 صماماً، إضافة الى محرّك ديزل آخر من دون توربو ذي بخ غير مباشر وسعته 9.1 ليتر 70 حصاناً/ 2600 د.د. و125 ن-م/2500 د.د.. التجهيزات وفي تحسيناتها الأخرى تجهّز فئات الموديل بمانع الإنزلاق الكبحي ABS مع كبح قرصي في العجلات الأربع الأماميان مهوّآن، وكان الكبح الخلفي بطبلة في بعض الفئات سابقاً وقفل مركزي مع تحكّم من بُعد ذبذبة عالية التردد وأكثر فاعلية من أنظمة الأشعة دون الحمراء ووسادتين هوائيتين مواجهتين في المقدّم مع إمكان فصل التيار عن وسادة الراكب الأمامي بالمفتاح، كما في "406"، وتتوافر وسادتان هوائيتان جانبيتان في المقدّم كتجهيز أساسي أو إضافي حسب الفئات، ومصباحَي ضباب أماميين والتعزيز الهيدروليكي المتبدّل اللين حسب سرعة السيارة، إضافة الى خص فئات التوربو ديزل والبنزين 8.1 و0.2 ليتر بأنظمة توزيع حدة الكبح بين المقدّم وكل من العجلتين الخلفيتين EBD حسب السرعة والطريق والحمولة. ويمكن الحصول على محرك التوربو ديزل الجديد مع هيكل بثلاثة أبواب ومجهّز خارجياً بزوائد "306 إس 16" الرياضية العليا، 167 حصاناً/6500 د.د. و193 نيوتون-متر/5500 د.د. وعلبة يدوية بست نسب أمامية... لكن مع اليقين طبعاً أن نشاط المحرّك الجديد لا يعني حدة عصبية بنزينية بل نشاطاً جيداً في المقارنة بمحرّك بنزيني سعته مثلاً 6.1 ليتر، لكن بعزم دوران 205 نيوتون-متر أعلى من المتوافر حتى في "إس 16"، وإبتداء من 1900 د.د. التجميل أما حملة التجميل فشملت تعديل المصباحين الأماميين اللذين يحظيان بغطاء بلاستيكي شفّاف، وطلاء المصدّين الرياضيين في مختلف فئات "إيكس إس" و"إيكس تي" مع العوارض الجانبية وقالب المرآتين الخارجيتين، وتطعيم المصباحين الخلفيين في فئة الأبواب الأربعة بعارضة بلون الهيكل كما في "406". ومن التعديلات الداخلية تُذكر رسوم عدّادات لوحة القيادة مع عقارب بيضاء، إضافة الى تحسينات أخرى كإضافة لمسة الكروم في مقبضَي غيار السرعات وشد المكبح اليدوي، وزيادة خيارات الأقمشة والألوان الداخلية والخارجية. ويُذكر أن الأسعار والتجهيزات قد تتباين بين الأسواق بغض النظر عن قيمة صرف العملات.