عكست الجلسة الاولى لاجتماع قادة المعارضة السودانية، في اسمرا مساء أمس، خلافاً بشأن المصالحة مع الحكومة على رغم اتفاق القوى الرئيسية الثلاث على مبدأ الحل السلمي للقضية السودانية. وفوجئ المعارضون السودانيون بوجود وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين في اسمرا خلال اليومين الماضيين في زيارة لم تعلن عنها اسمرا أو الخرطوم. راجع ص 5 وطرح رئيس التجمع الوطني الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني، لدى افتتاح المؤتمر أمس، موافقة على مبدأ الحل السلمي واقامة آلية للحوار مع الحكومة، لكنه ابدى تشدداً في شروط الحوار معتبرا انه يجب أن يقود الى "تفكيك النظام" وداعيا الى "شهود دوليين" للمفاوضات. ورفض الميرغني بشدة دعوات الى حل هيئة قيادة التجمع، داعياً الى تفويضها تشكيل آلية الحوار وقيادة المفاوضات. أما زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق فمال الى التشكيك في صدقية الخرطوم وضآلة فرص نجاح الحوار معها ومصلحتها في تفكيك المعارضة، على رغم تأييده الحل السلمي الذي اعتبره "الخيار الاخير للتجمع والهدف ليس الاشتراك في السلطة معه بالاستفادة من نموذج جنوب افريقيا". أما رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الامة الذي اطلقت مبادرة اجتماعه في جنيف مع رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي فرص الحل السلمي الذي يبحث فيه التجمع حالياً، فقدم طرحاً أكثر شمولاً لمشروعه في فكرة متكاملة لجدول اعمال مؤتمر المصالحة أطلق عليها اسم "إعلان المبادئ الجديد"، وهو اقتراح يستوعب المبادرات المطروحة على الساحة وخصوصاً "مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد" التي تستجيب خصوصاً لمطالب قرنق وتضيف اليها عناصر تخص فصائل شمالية وربما تكون مشجعة في الوقت ذاته للحكومة مثل معالجة جديدة لقضية الدين والدولة. يذكر أن "اعلان مبادئ إيغاد" يخيّر بين دولة علمانية ومنح حق تقرير المصير للجنوب. وأثار تزامن وجود وزير الاعلام السوداني في اسمرا مع اجتماعات المعارضة تكهنات عدة ومخاوف في اوساط المعارضة من أن اختيار أسمرا التوقيت هدف الى الضغط على المعارضين واشعارهم بأن اريتريا تملك خيارات كافية لحل مشاكلها. وقال مصدر مطلع على تطور العلاقات السودانية - الاريترية أن زيارة صلاح الدين قد تكون مرتبطة بموضوع المصالحة بين البلدين خصوصا أن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل أكد في القاهرة أمس أنه سيجتمع مع نظيره الاريتري في الدوحة الاحد للبحث في تنفيذ اتفاق الدوحة للمصالحة.