أكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى في القاهرة ان تزامن زيارتي نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض محمد عثمان الميرغني الى ليبيا مسألة ليست "وليدة الصدفة". وقالت: "هناك اتصالات تمت مع الجانبين الحكومة والمعارضة بعلم القاهرة لاجراء محادثات في طرابلس تهدف الى تحقيق المصالحة السودانية وانهاء المواجهات العسكرية". وأكدت مصادر ديبلوماسية مصرية ل"الحياة" "عدم اعتراض القاهرة على أي لقاءات سودانية". وأضافت "نأمل في أن يتمكن كل أطراف المشكلة السودانية من حل الخلافات والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه". وكان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى وصف لقاء زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السوداني السابق السيد الصادق المهدي مع رئيس البرلمان السوداني الأمين العام ل"المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور حسن الترابي في جنيف مطلع الشهر الجاري بأنه لقاء بين "أطراف سودانية". ورحب موسى ضمناً بهذه اللقاءات طالما انها ستنهي الأزمة بين الحكومة والمعارضة وتخدم طموحات الشعب السوداني. وأحدثت الأنباء عن تزامن زيارتي نائب الرئيس وزعيم المعارضة ردود فعل واسعة في أوساط المعارضة السودانية عموماً وبين أعضاء الحزب "الاتحادي" خصوصاً. وقال الناطق الرسمي باسم الحزب عادل سيد أحمد عبدالهادي ل"الحياة" في لندن أمس ان "الميرغني لم يكن يعلم بوجود وفد سوداني في طرابلس أصلاً. والحزب الاتحادي ليست لديه أي ترتيبات لعقد لقاءات مع ممثلين للخرطوم في طرابلس". وأوضح ان الميرغني والسيد أحمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة السابق اجتمعا مع مسؤولين ليبيين الثلثاء، وأن الاجتماع "خلص الى تطابق كامل في وجهات النظر في شأن حل المشكلة السودانية لمصلحة الشعب السوداني". وعلق عبدالهادي على مبادرة جنيف التي أطلقها المهدي والترابي، قائلاً ان "الحل السلمي وارد في مواثيق التجمع. والخيارات الأخرى مثل حمل السلاح جاءت نتيجة ظروف معروفة. الحل السلمي يتم بشرط مشاركة كل الأطراف، والمفاوضات الثنائية لن تجدي ولن تقود الى حل للمشكلة السودانية". وتحدث الى "الحياة" أيضاً عضو المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي محمد المعتصم حاكم قائلاً ان محادثات قادة الحزب الاتحادي مع المسؤولين الليبيين ركزت على "دعم علاقات الحزب مع ليبيا ومناقشة التطورات السودانية في ضوء الجهود الليبية المبذولة للمصالحة". من جهة أخرى، تلقى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد أمس نص اتفاق الدوحة للمصالحة بين الرئيسين السوداني عمر البشير والاريتري اساياس افورقي. وأعرب عبدالمجيد عن تأييد الجامعة للاتفاق والجهود التي بذلتها قطر وليبيا للتوصل اليه. وكان عبدالمجيد تسلم أمس رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نقلها مندوب قطر لدى الجامعة محمد آل خليفة وضمنها نص الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في الدوحة في الثاني من أيار مايو الجاري. الى ذلك يعقد المكتبان التنفيذي والاستشاري لحزب الأمة اجتماعات في القاهرة في الثالث من حزيران يونيو المقبل برئاسة الصادق المهدي لتقويم التطورات على الساحة السودانية بمشاركة قياديين في الحزب في الخارج لبلورة موقف الحزب من اجتماعات هيئة قيادة المعارضة في أسمرا في السابع من الشهر المقبل.