} بدأت مواجهة ديبلوماسية بين المغرب واسبانيا بسبب حرص السلطات المغربية على عدم تمديد اتفاق الصيد الساحلي المبرم مع بلدان الاتحاد الاوروبي، وعلى رغم ان الحلف لا علاقة له بتزايد مطالب المغرب لفتح مفاوضات مع السلطات الاسبانية حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد، فان اوساطاً اسبانية بدأت تروج لانباء حول ادراج المدينتين في فضاء تدخل الحلف الاطلسي، لكن المسؤولين المغاربة يعتبرون ذلك نوعاً من المزايدة. قللت مصادر مغربية من اهمية الانباء التي تتداولها الصحافة الاسبانية عن تدخل الحلف الاطلسي في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في حال تعرضهما للخطر، وصرحت ل"الحياة" ان ترديد هذه الانباء يشبه احاديث سابقة عن سيناريوهات نشوب حرب بين المغرب واسبانيا، وربطت ذلك بالضغوط التي تمارسها لوبيات الصيد الاسباني، بسبب رفض المغرب تجديد اتفاق الصيد الساحلي مع بلدان الاتحاد الاوروبي. وقال وزير الصيد البحري المغربي السيد التهامي الخياري ان هذا القرار مشترك بين بلاده والاتحاد الاوروبي. وأوضح ان حكومة مدريد حرصت على اثارة الموضوع خلال زيارة رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي لاسبانيا الاسبوع الماضي، لكنه اضاف ان المغرب "منفتح على اشكال جديدة للتعاون في حال احترامها توجهاته". وكان مسؤول اسباني صرح بأن مدريد "لن ترفض اي مبادرة للتوصل الى صيغة جديدة للتعاون تتيح الصيد لاسطول الصيد الاسباني في السواحل المغربية"، وقال ابيلاردو الميسيخا المدير في وزارة الزراعة والصيد الاسبانية ان الحكومتين المغربية والاسبانية التزمتا التفكير في ايجاد حلول مستقبلية للتوصل الى اتفاق جديد. الى ذلك نقلت اوساط اعلامية اسبانية ان قمة واشنطن الاخيرة للحلف الاطلسي تركت الباب مفتوحاً أمام امكان "تدخل الحلف لحماية المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في حال تعرض امنهما واستقرارهما للخطر". وأضافت الاوساط نفسها: "اصبح الحلف الاطلسي مضطراً امام تنامي الحركات الاسلامية في غرب البحر المتوسط وشمال افريقيا الى تشكيل مجموعة خاصة بالموضوع داخل القيادة العامة للجيش الاسباني في مدريد". وزاد في ترسيخ هذا الاعتقاد ان السلطات الاسبانية نفذت أخيراً خطة لتجديد معدات الجيش الاسباني في المدينتين المحتلتين، اضافة الى بدء اقامة جدار امني جديد حول المعابر المؤدية اليهما، لكن مسؤولين اسبان برروا ذلك بمحاربة الهجرة غير المشروعة، في ضوء تزايد تسلل المهاجرين المغاربيين والافارقة الى المدينتين. في حين رأت اوساط مستقلة ان حجم تلك المعدات التي تشمل الطائرات والمدرعات اكبر من مهام محاربة الهجرة غير المشروعة. انتخابات بلدية الى ذلك، ابدت الاوساط المغربية في المدينتين المحتلتين مزيداً من الاهتمام بانتخابات البلديات المقرر اجراؤها في حزيران يونيو المقبل، وعلم ان السيدة سعيدة محمد عقيلة الزعيم عمر دودوح سترشح نفسها لخوض المنافسات نيابة عن الحزب الاجتماعي الديموقراطي في مليلية، كما علم ان الدكتور مصطفى ابرشان رئيس حزب التجمع من اجل مليلية يتصدر قائمة حزبه في المنافسات. وكان عمر دودوح الذي قاد تظاهرات الرعايا المغاربة في مليلية في وقت سابق عاد الى المدينة قبل فترة، بما يحمل على الاعتقاد ان ثمة وجود خطة للسيطرة على انتخابات البلديات، تكون مدخلاً لمواجهة الضغوط الاسبانية المتزايدة. من جهة اخرى، اجتمع الملك الحسن الثاني في مراكش مع نائب الرئيس البلغاري السيد تودور كفالدييف، في حضور رئيس الوزراء، ووزير الخارجية السيد محمد بن عيسى، والسيد الطيب الفاسي الفهري المكلف بمهمة في الديوان الملكي. وشملت المحادثات قضايا دولية واقليمية ومجالات التعاون الثنائي. وذكرت مصادر نيابية ان رئيس مجلس النواب الروماني ايون دياكونيسكو سيزور المغرب الاثنين. على صعيد آخر، ذكرت مصادر فرنسية ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيستقبل وزير الخارجية المغربي الثلثاء المقبل، في اول زيارة رسمية له منذ تعيينه على رأس الديبلوماسية المغربية الشهر الماضي. وقالت ان المسؤول المغربي سيجتمع مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين، ومع وزير التعاون شارل جوسلان، اضافة الى مسؤولين في البرلمان الفرنسي. وكان فيدرين صرح ان الزيارة "ستمكننا من التعارف على نحو افضل، وستكون مناسبة لعرض القضايا ذات الاهتمام المشترك والوضع في العالم"، ورجحت المصادر ان تطاول المحادثات المغربية - الفرنسية تطورات الاوضاع في منطقة الشمال الافريقي، في ضوء الانفراج الحاصل في ازمة لوكربي وانتخابات الرئاسة الجزائرية، اضافة الى قضية الصحراء. وذكرت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان باريس مهتمة برصد آفاق الشراكة الأميركية المقترحة مع كل من المغرب وتونس والجزائر، لكنها مهتمة اكثر بدعم التعاون مع بلدان الاتحاد المغاربي، واوضحت مصادر مغاربية ان لجنة المتابعة المنبثقة عن مجلس الاتحاد المغاربي ستعقد اجتماعا لها في الجزائر يومي 16 و 17 من الشهر الجاري، ضمن خطة ترمي للاعداد للقمة المغاربية المؤجلة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.