} ظهرت في بلغراد مؤشرات الى تهيئة الرأي العام الصربي لقرار من مجلس الأمن في شأن كوسوفو قد يوافق عليه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، رغم استمرار المواقف المتشددة التي يتخذها متطرفون أمثال نائب رئيس الوزراء فويسلاف شيشيلي. ظهرت مؤشرات في بلغراد الى ان السلطات تسعى الى تهيئة الرأي العام للتعامل بايجابية مع الوجود الدولي في كوسوفو وذلك على الرغم من التصريحات التي صدرت عن مسؤولين متشددين في مقدمهم زعيم الحزب الراديكالي الصربي فويسلاف شيشيلي الذي يتولى منصب نائب رئيس حكومة صربيا. واعتبر مراقبون ان موافقة الحكومة اليوغوسلافية على طلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ارسال بعثة لتقصي الوضع الانساني في صربيا وكوسوفو "يدخل في اطار مد جسور التعاون التي أخذت تظهرها بلغراد خصوصا وانها كانت رفضت التحدث مع انان قبل عشرة أيام في شأن مبادرة الأممالمتحدة السلمية". كما جاء ذلك بعد السماح للزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا بالسفر. وتوقعت بلغراد وصول البعثة الدولية خلال خمسة أيام. واعلنت انها "ستقدم لها كل التسهيلات التي تطلبها بما في ذلك التحقق في الأمور الانسانية وامكان عودة النازحين واللاجئين الى ديارهم". وكرر تلفزيون بلغراد الحكومي اذاعة ما أسفر عنه اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني أول من أمس في بون من دون نقد، واثنى على "دور روسيا ودول اخرى في نقل قضية كوسوفو الى الأممالمتحدة ومنع هيمنة الحلف الأطلسي السياسية والعسكرية عليها". وأبلغ ايفيتسا داتشيتش الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي الصربي الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش "الحياة" انه في حال وقف عمليات حلف شمال الأطلسي فإن بلغراد مستعدة "للتقليل من قوات الجيش والشرطة في كوسوفو والتعاون من أجل عودة النازحين واللاجئين من جميع الأعراق الى ديارهم والسماح للمنظمات الانسانية بالعمل ومنح الاقليم ادارة ذاتية واسعة". وأوضح ان التواجد الدولي في اقليم كوسوفو، مسألة "يمكن ان تحسم من خلال الاتفاق المباشر بين الاتحاد اليوغوسلافي ومنظمة الأممالمتحدة وتحديد شكل هذا الحضور ومهمته ودوره في العملية السلمية ومدة تفويضه". وكان الرئيس ميلوشيفيتش التقى ضباطاً كباراً اعلنوا ان القوات اليوغوسلافية "استطاعت القضاء على العناصر المتمردة في الاقليم" وهو ما اعتبره المراقبون محاولة لاقناع الرأي العام بأن أي اتفاق محتمل لن يلحق ضرراً بوحدة صربيا ويوغوسلافيا وحظي اللقاء بتغطية واسعة في التلفزيون الصربي. وفي خطوة اعتبرت ايضاً في مجال تهيئة الرأي العام للقبول بالوجود الدولي في كوسوفو، نشرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس نتائج استطلاع اجراه معهد الدراسات السياسية في يوغوسلافيا وأظهر ان 58 في المئة يقبلون ارسال قوات دولية تحت قيادة الأممالمتحدة الى كوسوفو وأن 32.5 في المئة من المشاركين في الاستفتاء يوافقون على خفض عدد القوات العسكرية في كوسوفو الى ما كانت عليه قبل الحوادث الأخيرة.