للمرة الأولى تفتح باكستان أبواب مصانعها للأسلحة الثقيلة، وذلك أمام النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي دخلت زيارته باكستان يومها الثاني أمس. وعقد الأمير سلطان مساء أمس جلسة محادثات مع رئيس الوزراء نواز شريف بحضور الوفدين، وتمنى ان "يحفظ الله على كشمير امنها وسلامها، وأن تعود الى الحظيرة التي اختارها لها". وقال ان التعاون الباكستانيالهندي في شأن كشمير هو "مسعى حثيث متصف بالعقلانية لمصلحة المنطقة التي تعيشون فيها"، معتبراً "التعاون الباكستاني المثمر مع الهند في قضية كشمير خطوة عملية". وعلمت "الحياة" ان المحادثات شملت التطورات في أفغانستان وسبل الخروج من المأزق هناك ووقف النزيف. ورأى مسؤول باكستاني ان تعرف بلاده إلى وجهة النظر السعودية حيال الأزمة الأفغانية سيساهم في ايجاد تصور واضح لحلول عملية. وسيجتمع الأمير سلطان اليوم مع الرئيسي الباكستاني محمد رفيق ترر. وشدد في كلمة القاها في بداية المحادثات مع نواز شريف على ان بلاده تنظر "بكل الفخر والتقدير لما تبذله جمهورية باكستان الاسلامية من جهود طيبة لخدمة قضايا الأمة الاسلامية، وسعيها الى اخذ المكانة اللائقة بها مع استمرارها في الأخذ بنهج الحكمة والتعقل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة". ولفت الى ما "يربط بين باكستان والسعودية من علاقات اخوية مبنية على عقيدة الاسلام الراسخة"، وزاد ان "العلاقات المتميزة" بين البلدين "تزداد رسوخاً وتشكل منطلقاً للتعاون في ما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الصديقين". وقال ان هذه العلاقات "ازدادت رسوخاً" بزيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وفي اشارة الى زيارته المصانع الحربية الباكستانية قال الأمير سلطان: "سرني والوفد المرافق ما رأينا من تقدم وتطور في دولة العلم والمعرفة". وشدد على ان السعودية "تعمل بكل جهد كي يتحقق السلام العادل في الشرق الأوسط، وتدعو الى تطبيق قرارات مجلس الأمن والاتفاقات ذات الصلة". وأكد ان السعودية "منزعجة لما يحدث لسكان كوسوفو وتدعو الى وقف العدوان الصربي وتقديم الدعم السياسي والمادي لوقف التهجير وإعادة المهجرين الى ديارهم". وتابع ان المملكة "تعمل للتعاون بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل المشاكل بالطرق السلمية، كما تعمل على مكافحة الارهاب". المجمع النووي وسيزور الأمير سلطان والوفد المرافق له اليوم مجمع العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان، ومجمع الأسلحة الجوية. وتفقد أمس مصانع الأسلحة الثقيلة في تكسلا قرب إسلام آباد يرافقه الفريق الأول الركن المتقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن سعود والأمير مشعل بن عبدالله والأمير فيصل بن سلطان ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف والارشاد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب النفيسة. وقدم ضباط باكستانيون رفيعو المستوى شرحاً للمعدات. ونوه وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز بالمواقف السعودية "المشرفة" ازاء بلاده، وقال إن زيارة الأمير سلطان "توفر فرصة طيبة لتبادل الآراء والأفكار في شأن الوضع في المنطقة، ومن أجل تطوير التعاون بيننا في المجالات الاقتصادية والدفاعية". وأفيد ان الأوضاع التي نجمت عن التفجيرات النووية في شبه القارة الهندية تصدرت المحادثات السعودية - الباكستانية بالإضافة إلى الحوار الهندي - الباكستاني والاقتراح الذي قدمته إسلام آباد لنيودلهي من أجل إقامة نظام استراتيجي لضبط الأسلحة النووية.