عبر مجلس الوزراء السعودي، الذي عقد أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، عن "قلقه البالغ ازاء الأنباء عن قيام الهند باجراء تفجيرات نووية"، واعتبر أن ذلك سيحدث "الأثر السلبي على الأمن والاستقرار الدوليين بصفة عامة وعلى الجهود الرامية إلى ايجاد مناطق خالية من الأسلحة النووية في العالم بصفة خاصة"، مجدداً تأكيد السعودية "الموقف الثابت لحكومة المملكة العربية السعودية الداعي إلى حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية، وإلى تعاون أعضاء المجتمع الدولي للامتناع عن اجراء مثل هذه التجارب التي تهدد البشرية بأسرها". من جهة أخرى، أكدت السعودية مساندتها لباكستان في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها. وجاء ذلك في رسالة بعثها الملك فهد إلى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. وحمل الرسالة وزير الدولة السعودي الدكتور عبدالعزيز خويطر الذي التقى رئيس الوزراء الباكستاني، أمس، وأجرى معه محادثات ونقل إليه "مساندة المملكة ومساعدتها لباكستان حكومة وشعباً في هذه الساعات الحرجة" التي تمر بها. وأكدت الرسالة أن الحكومة السعودية "تشاطر الحكومة الباكستانية تقويمها للتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن باكستان والسلام والأمن في المنطقة" ككل. وفي الوقت نفسه، بعث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات رسالة إلى رئيس وزراء باكستان تتعلق بالتطورات الناجمة عن التفجيرات النووية الهندية. وسلم الرسالة الشيخ حمدان بن زايد وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي قام أمس بزيارة سريعة لباكستان. وقالت مصادر مطلعة إن الشيخ حمدان اطلع من نواز شريف على آخر تطورات الموقف في المنطقة. وقال شريف إن زيارة وزير الدولة الإماراتيلباكستان تأتي "في إطار المشاورات المستمرة بين البلدين وفي إطار العلاقات المتينة القائمة بينهما". ولفت مراقبون إلى أن زيارة الشيخ حمدان لباكستان ونقله رسالة من الشيخ زايد إلى نواز شريف جاءت بعد يوم واحد من زيارة مماثلة للدوحة ونقله رسالة إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر من رئيس دولة الإمارات. وكان السفير الباكستاني في السعودية خالد محمود توقع أن تحصل بلاده على دعم المملكة. وأعرب في تصريح إلى "الحياة" عن "أمله في أن تسفر الاتصالات بين البلدين عن دعم مادي ومعنوي من اخواننا المسلمين، خصوصاً في المملكة العربية السعودية لتمكيننا من مواجهة الضغوط على باكستان". وتحدث السفير عما وصفه بضغوط دائمة وقديمة على باكستان منذ عام 1974 من قبل الولاياتالمتحدة، وقال: "لم تتحرك أميركا ودول العالم للضغط على الهند التي كشفت بوضوح عن نياتها النووية، فيما اوقفت الولاياتالمتحدة مساعدات اقتصادية وعسكرية لبلادنا". وأشار إلى القرار الأميركي وقف تسليم باكستان 28 طائرة من طراز "اف - 16" تعاقدت إسلام اباد على شرائها منذ أكثر من عشر سنين ودفعت قيمتها. ولم تعد واشنطن المبلغ وقيمته 800 مليون دولار إلى باكستان. وقال إن الضغوط "هي التي تمنعنا من اجراء التجربة النووية". ورأى أن الأزمة الحالية بين الهندوباكستان، يجب ان تلفت انتباه العالم إلى قضية كشمير التي وصفها ب "القنبلة الموقوتة التي يمكن ان تشعل آلة الحرب النووية في منطقتنا". وأكد ان باكستان تملك القدرة الكاملة لاجراء تفجير نووي، غير أنها "لن تحدد ساعة صفر لذلك". اتفاق التعاون مع إيران على صعيد آخر، قرر مجلس الوزراء السعودي تفويض وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أو من ينيبه بالتوقيع على مشروع الاتفاق العام للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والفنية والثقافية والرياضية والشباب بين السعودية وإيران. وسيزور الأمير سعود طهران الثلثاء المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" إن الأمير سعود سيرأس وفداً سعودياً رفيع المستوى وسيلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمهم الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، كما سيجري محادثات مكثفة مع نظيره الإيراني الدكتور كمال خرازي.