شكلت المحادثات التي أجراها الرئيس بيل كلينتون ورئيس وزراء باكستان نواز شريف بداية إعادة تأهيل للعلاقات الأميركية - الباكستانية، بعدما تدهورت هذه العلاقات مثلما تدهورت مع الهند، إثر اجراء الدولتين تجربتيهما النوويتين، الصيف الماضي. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إن محادثات كلينتون - شريف تناولت الأربعاء ملفات أبرزها منع انتشار الأسلحة النووية والصاروخية، والتقيد بمعاهدة منع التفجيرات النووية والتعاون الاقتصادي ومواجهة الارهاب وتهريب المخدرات وحقوق الإنسان وحرية الصحافة. وذكرت مصادر مطلعة ان قضية أسامة بن لادن طرحت على البحث مع كبار المسؤولين الأميركيين والباكستانيين، في إطار جهود مكافحة الارهاب. وطلب الرئيس الاميركي من رئيس الوزراء الباكستاني المساعدة في احالة ابن لادن الى القضاء في تهمة المشاركة في عملية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام، في آب اغسطس الماضي. وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون جنوب آسيا كارل اندرفورث الذي كان يتحدث بعد انتهاء المحادثات الاميركية - الباكستانية في البيت الابيض مساء اول من امس ان "باكستان تعلم جيداً تأثير أسامة بن لادن في المنطقة. وطلبنا منها المساعدة واعتقد ان الرسالة وصلت بوضوح الى رئيس الوزراء الباكستاني". وقالت المصادر إن المحادثات تناولت أيضاً كيفية إعادة تأهيل العلاقات من منطلق خفض التسلح النووي والحد منه. وفي هذا الاطار رشح ان هناك استعداداً باكستانياً لذلك إذا كان هناك في المقابل استعداد هندي. بالإضافة إلى أن إسلام آباد ترغب في أن تلعب واشنطن دور الوسيط في النزاع حول كشمير وفي استئناف العلاقات العسكرية التقليدية بين الدولتين، وذلك برفع حظر بيع الأسلحة الأميركية إلى باكستان، ناهيك عن حاجة باكستان إلى دعم أميركي للحصول على مزيد من المساعدات الاقتصادية. وفي نيودلهي أ ف ب، رفض رئيس الوزراء الهندي اتال بهاري فاجبايي بشدة أمس أي وساطة بين بلاده وباكستان في نزاعهما حول كشمير. وقال فاجبايي أمام مجلس الشيوخ: "لا يوجد مجال لتدخل طرف آخر أياً كانت طبيعته في العلاقات الهندية - الباكستانية".