لمح وزير الخارجية المصري عمرو موسى الى تقارب منتظر مع السودان وأكد ان مصر مقبلة على وضع علاقاتها مع السودان في "أولوية عالية". جاء ذلك في كلمة القاها موسى مساء اول من امس امام اجتماع مشترك للجان الشؤون الخارجية والعربية والأمن القومي في مجلس الشعب المصري. وقال موسى، لدى تطرقه الى الأوضاع الاقليمية في المنطقة العربية، ان ثمة تقارباً منتظراً في العلاقات مع السودان، وكشف ان "الاجتماع الوزاري المحدود الذي عقده الرئيس حسني مبارك أول من امس تطرق الى ملف السودان". وقال موسى: "نحن مقبلون ومقدمون على وضع هذه العلاقات في أولوية عالية" غير انه تجنب الاجابة على سؤال عن تأثير المصالحة التي جرت بين الرئيسين عمر البشير وأساياس افورقي على منطقة القرن الافريقي والعلاقة مع مصر. وشدد موسى في كلمته للنواب على "أنني أود ان أترك لديكم انطباعاً ببعض التفاؤل في شأن العلاقات المستقبلية مع السودان". غير أنه دعا الخرطوم الى "العمل على حل المشكلات القائمة بسرعة لإزالة آثار المضايقات والمشاكل". وأكد اتفاق البلدين على وحدة أراضي السودان وشعبه ورفض أفكار تقسيمه. وفي الخرطوم رويترز، أفادت صحيفة "الأنباء" الحكومية امس ان السودان يرغب في عقد اجتماع لجنة مشتركة مع اريتريا نص عليها اتفاق الدوحة خلال شهر لمحاولة حل الخلافات السياسية والأمنية. ونقلت الصحيفة عن وكيل وزارة الخارجية السيد حسن عابدين قوله ان السودان اقترح تقسيم اللجنة الى لجنتين الأولى سياسية تتولى معالجة الجوانب السياسية لوجود المعارضة السودانية في اريتريا، والثانية أمنية تنظر في النشاطات العسكرية ووجود قوات على الحدود. في أسمرا، أكدت مصادر أريترية مسؤولة ان اتفاق الدوحة الذي وقعه الرئيسان السوداني والأريتري استبعد مناقشة وضع المعارضة السودانية، مشيراً الى ان المعارضة "لم تكن طرفاً في الاتفاق". وقال ان "الحديث عن المعارضة الآن سابق لأوانه وتحصيل حاصل". لكن المصدر أوضح انه "يمكن البحث في هذا الموضوع في مرحلة لاحقة خصوصاً إذا تم تنفيذ كل بنود الاتفاق". وكان البشير اجتمع أمس مع اعضاء المكتب القيادي ل"المؤتمر الوطني" وأطلعهم على نتائج لقاء الدوحة. وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية على عبدالرحمن نميري ان اجتماعاً للجان فنية سودانية - اريترية سيعقد في الدوحة بعد ايام "وستتبعه اجتماعات اخرى في الخرطوم وأسمرا بالتناوب". وأوضح ان هذه الاجتماعات ستدرس سبل تنفيذ اتفاق الدوحة وإعادة العلاقات السودانية - الاريترية الى طبيعتها.