يعقد رئيس الوزراء السوداني السابق رئيس حزب الامة المعارض السيد الصادق المهدي خلال يومين اجتماعاً حاسماً مع زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق يعتقد أنه سيحدد مسيرة الحوار السياسي الذي بدأه أخيرا مع الخرطوم ويمثل اختبارا جديا لمشروع المصالحة. وتترقب الاوساط السياسية السودانية نتائج اللقاء الذي يمكن ان يقود جهود تحقيق السلام في اتجاه تسوية سريعة أو انتهاء الجهود الحالية بسبب اصرار المهدي على حل شامل ورفضه المصالحات الثنائية. وواجهت جهود المهدي لاقامة حوارمع الخرطوم معارضة من فصائل في المعارضة الشمالية التي فرضت أمس تعتيماً اعلامياً على هذا الخلاف بانتظار مناقشة مبادرة رئيس الوزراء السابق في اجتماع لقيادتها. تفاصيل ص 6 في غضون ذلك، واصلت الخرطوم استعدادها للحوار السياسي مع المعارضة ونقلت وكالة الانباء الرسمية سونا عن مسؤول في "المؤتمر الوطني" الحاكم قوله إن "الرئيس عمر البشير سيقود اتصالات مع قوى المعارضة في الداخل والخارج في خطوة أولى نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني". من جهة أخرى، صدرت عن الرئيس الاريتري أساياس أفورقي لدى عودته الى بلاده أمس أول اشارة صريحة الى عزمه اعادة السفارة السودانية في اسمرا التي سلمها الى المعارضة قبل اربعة أعوام. ونقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن افورقي قوله أمس ان اريتريا ستعيد المبنى الى الحكومة السودانية في خطوة لاظهار حسن النيات. واعتبر أن الخطوة ستكون رمزية وتهدف الى تعزيز العلاقات التي انعشها اتفاق وقعه مع البشير في الدوحة بداية الشهر الجاري. ولم يعط افورقي موعدا لاعادة السفارة او معاودة العلاقات الديبلوماسية. وقال مسؤول أريتري استفسرته "الحياة" عن تصريحات الرئيس إن "اعادة العلاقات مع الخرطوم لا تعني انهاء العلاقة مع المعارضة السودانية"، مشيرا الى أن المشكلة الداخلية السودانية كانت قائمة قبل توتر العلاقات، وان دولا عدة تحتفظ بعلاقات مع الخرطوم تحتفظ ايضا بعلاقة مع المعارضة.