وقّع السودان وأريتريا في الدوحة امس "مذكرة تفاهم" على حلّ خلافاتهما بعد محادثات مكثفة بين وزيري الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل والاريتري هايلي ولد تنسائي رعاها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. واتفق الوزيران على مواصلة الاتصالات للتوصل الى "اتفاق كامل" ينهي القطيعة المستمرة منذ اربع سنوات بين الخرطوم واسمرا. ووقع وزير الخارجية القطري ايضاً على المذكرة باعتبار ان بلاده راعية للاجتماع وصاحبة مبادرة المصالحة. واستقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الوفدين عقب توقيع المذكرة. وعبّر الشيخ حمد بن جاسم عن سعادته بتوقيع المذكرة ووصفها بأنها "مذكرة اتفاق يحدد كيفية ترتيب اللقاء وتنظيم او اعادة العلاقات بين البلدين السودان واريتريا وكيفية تجاوز الصعاب". وقال: "سنعمل في قطر على تطور هذا اللقاء الى لقاءات اخرى تؤدي الى اتفاق كامل واعادة العلاقات بين البلدين". وأعرب عن أمله ان تكون العلاقات بين السودان واريتريا "قوية وسليمة بقيادة الرئيسين عمر البشير وأساياس أفورقي". واعتبر ان ما جرى في الدوحة هو "بداية طريق. ونأمل ان تكلل المساعي بالنجاح". واشار الى "اننا لمسنا من الطرفين نية صادقة لتجاوز كل ما عكّر صفو العلاقات". لكنه اكد "وجود خلاف اكيد بين البلدين"، واضاف ان "هناك نيّة صادقة متبادلة لحل هذا الخلاف. واعتقد اننا في بداية الطريق لنصل الى كيفية حل هذه الخلافات". وقال وكيل وزارة الخارجية السوداني الدكتور حسن عابدين ل "الحياة" ان مذكرة التفاهم "تنص على ان يحترم كل طرف الخيار السياسي للطرف الآخر، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات عبر المفاوضات وليس عبر اي وسائل اخرى". وقال ان الطرفين السوداني والاريتري "أشادا بالمبادرة القطرية التي هدفت الى تنقية الاجواء بين الخرطوم واسمرا، واكدا حرصهما على انجاح المبادرة". وكان وزير الخارجية القطري عقد اجتماعات منفصلة مع الوزيرين استمرت ساعات صباح امس قبل توقيع الاتفاق في العصر. واوضح مسؤول قطري ل "الحياة" ان الوزيرين السوداني والاريتري عقدا لقاءاً ثنائياً في وزارة الخارجية بعد توقيعهما المذكرة. وعلمت "الحياة" ان الخطوة المقبلة تتمثل في قيام القطريين بتحديد موعد للقاء مقبل بين الجانبين السوداني والاريتري. ولم يحدد لقاء الدوحة موعداً للاجتماع او مستواه. ويتوقع ان يعقد على مستوى كبار الموظفين. وركزت نتائج لقاء الدوحة على تحديد مبادئ عامة من دون التطرق الى جوهر الخلاف الذي يلخص في اتهامات متبادلة بدعم المعارضة في البلدين. وتقول الخرطوم ان اريتريا تقدم دعماً عسكرياً وسياسياً للمعارضة السودانية وتسمح لها بتنفيذ هجمات انطلاقاً من اراضيها، وتشارك في قصف الاراضي السودانية. اما اريتريا فتركز من جهتها على ان السودان "يصدر العقائدية الاسلامية ويتبنى استراتيجية لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة". واعتبر السفيران السوداني عثمان نافع والاريتري محمود حروي في الدوحة ان ما تمّ التوصل اليه يمثل خطوة نحو حل الخلافات بين البلدين. وقال سفير السودان انه "سيتم تطوير ما تم الاتفاق عليه ليؤدي الى تحسين العلاقات وازالة كل المشاكل العالقة في مفاوضات مقبلة". اما السفير الاريتري فرأى ان مذكرة التفاهم هي "خطوة أولية ومدخل باتجاه تنقية الاجواء بين البلدين".