عقد الرئيس حسني مبارك جلسة محادثات ثنائية مغلقة امس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بحثت في التطورات الاخيرة في المنطقة. وانضم الى المحادثات، عقب الجلسة المغلقة، الوفد المصري الذي ضم رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية السيد عمرو موسى والدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس للشؤون السياسية، ومن الجانب الفلسطيني حضرها وزيرا التخطيط الدكتور نبيل شعث، والحكم المحلي الدكتور صائب عريقات، وسفير فلسطين في القاهرة السيد زهدي القدرة، والمستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة. وأدلى موسى بتصريحات الى الصحافيين عقب المقابلة تمنى فيها على رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك ان تكون "اللاءات" التي اطلقها آخر الخطب الانتخابية. وقال: "عليه باراك ان ينظر الى المستقبل، ويتعين عليه ألا يستخدم اللاءات مرة اخرى". وقال موسى ان محادثات مبارك وعرفات تركزت على نتائج الانتخابات الاسرائيلية وعملية السلام. ولفت الى ان "من الواضح ان المسألة في انتظار تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة". وشدد على ان "المطلوب احياء عملية السلام باجراءات واضحة على الارض، اي تنفيذ اتفاقية واي ريفر، ووقف الاستيطان". ولفت الى انه "لا يمكن احياء عملية السلام مع استمرار بناء المستوطنات، وهدم منازل الفلسطينيين، ومن هنا فلا مبرر لدخول السوريين المفاوضات". ورداً على سؤال عما إذا كان اختيار ارييل شارون وزيراً للخارجية في اسرائيل مؤشراً سلبياً، قال موسى: "لعلكم تقصدون مؤشراً للحذر... ليس لنا ان نتدخل في تشكيل الحكومة الاسرائيلية، ولكننا ننتظر برنامجها ومواقفها". وكان عرفات وصل اول من امس الى القاهرة حيث عقد جلسة محادثات مطولة مع موسى في مقر وزارة الخارجية المصرية، اكد في اعقابها ان المجلس المركزي الفلسطيني يجري مناقشات موسعة حالياً في شأن قرار اعلان الدولة الفلسطينية في ضوء المتغيرات الاخيرة في الحكومة الاسرائيلية وان القرار سيعلن في نهاية الشهر الحالي. عبدالمجيد وأجرى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد مشاورات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تناولت التطورات في ضوء فوز حزب العمل في اسرائيل. وحذر عبدالمجيد في تصريحات صحافية من "لاءات" رئيس وزراء اسرائيل، مؤكداً أنها لا تخدم عملية السلام. وقال: "إننا ننتظر ما تفعله القيادة الجديدة إزاء عملية السلام". ودعا باراك الى العمل على إعادة مسيرة السلام الى مسارها الطبيعي وفق الأسس والمبادئ التي انطلقت عليها في مدريد وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض في مقابل السلام، والدخول في مفاوضات الوضع النهائي واستئناف المفاوضات على المسار السوري من النقطة التي توقفت عندها، والتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 425 بخصوص الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني. وحذر عبدالمجيد اسرائيل من اتباع استراتيجية "اللعب" على المسارات العربية. وقال "نرصد هذه المحاولات المكشوفة التي تهدف الي إرباك المواقف العربية والحصول على تنازلات". ودعا الديبلوماسية العربية "الى الفصل بين المطالب الأمنية الاسرائيلية من جهة، والحقوق والسيادة المطلقة للدول العربية على أراضيها من جهة أخرى".