رفضت القاهرة اقتراحاً اسرائيلياً يسعى للقفز الى مفاوضات الوضع النهائي على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي في عملية السلام والى التنصل من تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية. وقال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى: "على رئيس الوزراء الاسرائيلي ان ينفذ التزاماته الخاصة بالمرحلة الانتقالية وبعدها يمكن الحديث عن المرحلة النهائية". وكان الرئيس حسني مبارك عقد جلستي محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الأولى ثنائية، والثانية موسعة، بحضور وفد فلسطيني ضم مسؤول التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث والناطق الرسمي نبيل أبو ردينة والسفير الفلسطيني لدى مصر زهدي القدرة، ومن الجانب المصري رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية والمستشار السياسي الدكتور أسامة الباز. وجاء لقاء مبارك - عرفات غداة تلقي الرئيس الفلسطيني وعداً من الرئيس الفرنسي جاك شيرك بالعمل لتنشيط عملية السلام المتعثرة. وأكد الرئيسان مبارك وعرفات رفضهما السياسة الاسرائيلية حيال العملية السلمية. وقال الدكتور الباز ان "الرئيس عرفات حرص على الحضور الى القاهرة لاحاطة الرئيس مبارك بالتطورات والأفكار الفلسطينية الخاصة بالمرحلة المقبلة"، مشيراً الى ان المشكلة العراقية دخلت الى حيز الحل، ولم تعد تخيم على الموقف في الشرق الأوسط بالنسبة الى الاهتمام العالمي. وتابع في تصريحات أدلى بها عقب مغادرة الرئيس عرفات عائداً الى غزة: "هناك توقعات فلسطينية بأن ينشط الدور الأميركي في الفترة المقبلة … وهو ما نؤيده ونعمل على دعمه". وتوقع "تداعيات سلبية نحن في غنى عنها"، اذا لم تتم "لحلحة الجمود الراهن في المنطقة". ووصف الاتفاق الذي أبرمه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مع القيادة العراقية بأنه "انجاز عظيم يحقق تنفيذ قرارات مجلس الأمن، ويحفظ في الوقت نفسه للعراق أمنه وسلامته ويصون كرامته". وتابع: "لهذه الأسباب نحن نتوقع ألا تثار المشكلة في الفترة المقبلة، ونأمل ان تسير الأمور في اتجاه التهدئة والتغلب على أي مشاكل مقبلة من دون استخدام القوة أو التلويح بها". وعقد عرفات جلسة محادثات منفصلة مع وزير الخارجية المصري الذي قال في أعقابها ان "اسرائيل ملزمة ببناء اجواء ثقة على المسار الفلسطيني"، مشيراً الى ان "الاجتماعات ستكون من دون جدوى في حال عدم اتخاذها هذه الاجراءات". وأعلن في القاهرة ان موسى سيتوجه الى غزة الشهر المقبل على رأس الوفد المصري الى اجتماعات اللجنة المشتركة المصرية - الفلسطينية لبحث زيادة حجم العلاقات والتعاون التجاري بين الجانبين. من ناحية اخرى، قال الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد لپ"الحياة" ان "الادارة الأميركية بوصفها أحد راعيي عملية السلام مسؤولة عن الجمود الذي تشهده المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية، وان صمتها على السياسات الاسرائيلية بمثابة ضوء أخضر لاستمرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في سياساته التي يرفضها الجميع". وفي باريس، قال مصدر في الرئاسة الفرنسية ان الرئيس شيراك وعد الرئيس ياسر عرفات أول من أمس بمحاولة المساعدة في احياء عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. وكان الرئيس الفلسطيني تمنى ان يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً "فاعلاً الى أقصى حد" في عملية السلام، في تصريح أدلى به في بروكسيل عقب اجتماعه مع رئيس المفوضية الأوروبية جاك سانتير والمفوض الأوروبي لشؤون الشرق الأوسط مانويل مارين. ورفض عرفات، من بروكسيل، اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عقد اجتماع قمة لاجراء "محادثات مكثفة" في كمب ديفيد. وقال ان "أهم شيء الآن هو اعادة انتشار القوات الاسرائيلية وتنفيذ الاتفاقات القائمة نصاً وروحاً"، وان الحوار "يجب ان يقوم بعد التنفيذ الكامل والمناسب لما تم الاتفاق عليه بالفعل".