تمكنت صونيا غاندي من اجهاض تمرد عليها داخل حزب المؤتمر بعدما وضعت استقالتها في تصرف قيادته، في وقت كانت اللجنة المركزية للحزب تعقد اجتماعا طارئا للنظر في طلب ثلاثة قياديين بارزين عدم ترشيحها لرئاسة الوزراء لانها من اصل اجنبي. نيودلهي- ا ف ب، رويترز - واجهت زعيمة المعارضة الهندية صونيا غاندي تمردا داخل حزب المؤتمر الذي تتزعمه بسبب اصلها الايطالي وذلك قبل اربعة اشهر من الانتخابات الاشتراعية المصيرية التي ستقرر مستقبلها السياسي. لكنها تغلبت على هذا التمرد الذي بدأ خلال الايام القليلة الماضية بحملة من عدد من المسؤولين داخل حزب المؤتمر الذي تتزعمه، مشابهة لتلك التي شنها ضدها المتطرفون الهندوس اركان الائتلاف الحكومي السابق، للنيل منها بسبب اصلها الايطالي. ورأى مراقبون في الهند امس الاثنين ان هذه الحملة كنت ستعكس خلافات على مستوى القيادة قبل الانتخابات المبكرة في ايلول سبتمبر المقبل لولا تدخل غالبية اعضاء اللجنة المركزية في الحزب تأييد رئيسته. وطلب ثلاثة من مسؤولي "المؤتمر" في رسالة وجهوها الى رئيسة الحزب ونشرت اول من امس، ان تقترح تعديلاً دستورياً يحظر على ذوي الاصول الاجنبية تولي رئاسة الحكومة في الهند. وبين الذين وقعوا الرسالة شاراد باوار زعيم المؤتمر في ولاية ماهاراشترا المهمة. وتساءل الموقعون على الرسالة: "هل يعقل الا تجد بلد كالهند يعد 980 مليون نسمة، شخصا ولد على ارضها لرئاسة الحكومة؟". وتابعوا: "انها مسألة لا تتعلق بالأمن والمصالح الاقتصادية وصورة الهند فى العالم فحسب، بل بكرامة كل هندي". وشككت الرسالة في قدرات صونيا غاندي على ممارسة السلطة، ما شكل انتكاسة خطيرة للسيدة التي ورثت امجاد عائلة نهرو - غاندي والتي استعان بها حزب المؤتمر لتنهض به بعد تراجع أسهمه منذ 1996. وتبلغ صونيا الثانية والخمسين من العمر وهي من مواليد ارباسونا قرب تورينو ايطاليا وحصلت على الجنسية الهندية عام 1983 بعد 15 عاما من زواجها من راجيف غاندي الذي اغتيل عام 1991. وكان المتطرفون الهندوس بدأوا الحملة على صونيا بعدما تمكن "المؤتمر" في نيسان ابريل الماضي من اسقاط حكومة فاجبايي من دون ان يتمكن من تشكيل حكومة بديلة الامر الذي أدى الى الدعوة للانتخابات العامة الثالثة منذ 1996. ورأى المنشقون الثلاثة الذين وجهوا الرسالة وعارضهم مسؤولون اخرون، ان على صونيا غاندي ان تتوقف عن السعي الى رئاسة الحكومة "لكي تضع حدا للجدل الذي يثير البلبلة في البلاد". وقال متحدث باسم المتطرفين الهندوس ساخرا: "اننا مسرورون لرؤية الروح القومية النائمة لدى حزب المؤتمر وهي تستيقظ ببطء لدى عدد قليل من الاعضاء". وكان عدد من المتشددين الهندوس عزوا سلسلة الهجمات التي تعرضت لها الأقلية المسيحية العام الماضي بالتأثير المتزايد لغاندي التي يؤخذ عليها انها كاثوليكية ولو كانت غير متدينة.