نيودلهي - أ ف ب - عينت صونيا غاندي أمس السبت رئيسة لحزب المؤتمر، حزب عائلة نهرو - غاندي العريقة في السياسة الهندية، الذي مني بهزيمته الانتخابية الثانية في غضون عامين حسبما أكد أحد معاونيها. وعينت صونيا 51 عاماً أرملة راجيف غاندي رئيس وزراء الهند الذي اغتيل سنة 1991، على رأس أقدم حزب هندي 113 سنة خلفاً لسيتارام كسري 82 عاماً الذي استقال اثر هزيمة حزب المؤتمر في الانتخابات الاخيرة. وعلى رغم الحملة المكثفة لصونيا غاندي التي خرجت من عزلة دامت سبع سنوات اثر اغتيال زوجها، لم ينجح حزب المؤتمر في منع خصمه اللدود حزب الشعب الهندي هندوسي قومي، من الفوز فى الانتخابات للسنة الثانية على التوالي. وقال فانسان جورج السكرتير الخاص لصونيا غاندي إنها عينت في هذا المنصب خلال اجتماع لأبرز مسؤولي حزب المؤتمر في نيودلهي. وذكرت وكالة الأنباء الهندية ان كسري انسحب فجأة من الاجتماع. وفي مطلع الأسبوع أعلن أحد معاوني غاندي ان "صونيا أدركت مدى مسؤولياتها بعدما اختبرت شخصياً حالة الحزب وستقوم بكل ما في وسعها لتعزيزه". وقال إن صونيا غاندي، التي لم يكن لها أي خبرة سياسية قبل خوض حملتها، لم ترشح نفسها في الانتخابات لتتمكن من "تخصيص وقتها وطاقتها لإعادة بناء" حزب المؤتمر. من جهة أخرى، حصل القوميون الهندوس الذين فازوا في الانتخابات أمس السبت على دعم شريك متردد واستعادوا الأمل في تشكيل حكومة. فبعد مأزق سياسي استمر أياماً، حصل حزب الشعب الهندي يميني قومي على دعم حزب صغير من منطقة تاميل نادو جنوب غرب سيؤمن نوابه ال 18 وحلفاؤه التسعة الأكثرية لتشكيل حكومة مستقرة. وأكد هذا الحزب الذي طالب عبثاً بالحصول على مناصب وزارية انه لن يشارك في الحكومة. وتوجه الزعيم القومي الهندوسي والمرشح لمنصب رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي 71 عاماً إلى قصر الرئاسة ليطلع الرئيس الهندي على هذا التطور أملاً في ان يحصل على موافقته لتشكيل حكومة. وفي اعقاب انتخابات لم تؤد إلى أكثرية مطلقة دعا الرئيس كي. ار. نارايانان الثلثاء حزب الشعب الهندي الى تشكيل حكومة شرط تقديم أدلة خطية تثبت بأنه سيحصل على شركاء. لكن فاجبايي لم يتمكن من تحقيق ذلك، لأنه لم يحصل على دعم الحزب الصغير. وكان الرئيس الهندي طلب خلال مشاورات الجمعة من زعيمي حزب المؤتمر والجبهة الموحدة اللذين شكلا الائتلاف الحكومي السابق تقديم جبهة موحدة مستقرة قبل الاثنين. وأكد المحللون ان حكومة برئاسة حزب الشعب الهندي تكون الخامسة في الهند منذ عام 1996 لن تصمد أكثر من عامين بسبب الصعوبات التي يواجهها فاجبايي والتناقضات مع مختلف حلفائه.