لندن، نيودلهي - "الحياة"، أ ف ب - وعدت صونيا غاندي ان يقوم حزب المؤتمر بتشكيل حكومة. وجاء ذلك رغم دعوات من خصومها المتشددين الى منعها من تولي رئاسة الوزراء كونها ايطالية الاصل. واكدت ان حزبها سيسعى الى تعزيز "القوى العلمانية" بعد حكم المتطرفين القوميين. وقالت صونيا غاندي التي تتزعم المعارضة في الهند في اجتماع لنواب حزب المؤتمر الذي تقوده امس الاثنين: "سنتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا". ولم توضح اذا كانت مرشحة لمنصب رئيس الحكومة او اذا كان حزب المؤتمر يريد تشكيل حكومة بمفرده، أي حكومة أقلية، أو تشكيل حكومة ائتلافية. وجاء ذلك بعد سقوط الائتلاف الذي كان يتزعمه المتطرفون الهندوس. لكن قادة بارزين في التيار الهندوسي المتشدد، دعوا الى منع صونيا 52 عاما من رئاسة الحكومة. وقال زعيم حزب "شيف سينا" الهندوسي المتطرف انه "لا يمكن لاجنبية مثل صونيا غاندي تولي رئاسة الوزراء في بلد مثل الهند بضخامته السكانية وكثرة قادته... لا نريد رئيس وزراء ايطالياً". ومعلوم ان صونيا تولت في 14 اذار مارس 1998 زعامة الحزب لاعادة اللحمة الى صفوفه بعدما بدأ يفقدها تدريجا منذ اغتيال زوجها راجيف غاندي في 21 ايار مايو 1991. وبعد استقالة رئيس الحكومة الائتلافية الهندوسي المتطرف اتال بيهاري فاجبايي نتيجة حجب الثقة عن حكومته في مجلس النواب، اصبح على حزب المؤتمر ان يحاول تشكيل حكومة بديلة كونه ثاني حزب في البلاد. ويفترض ان يعمد الرئيس كي ار كارايانان خلال الاسبوع الجاري الى دعوة زعيمة المؤتمر لتبرهن ان حزبها قادر على تشكيل حكومة مستقرة والا سيدعو الى انتخابات جديدة . وقالت غاندي ان حزب المؤتمر يريد تجنب الانتخابات التي ستكون في حال اجريت، الثالثة منذ 1996. واتهمت الحكومة التي قادها المتطرفون الهندوس طيلة 13 شهراً، بأنها اضرت بالطابع العلماني للهند، مؤكدة ان المؤتمر سيسعى الى تعزيز "القوى العلمانية". واعتبر المحللون في نيودلهي ان الهند التي تتوافق احزابها على الصعيد الديبلوماسي، لن تغيّر توجهات سياستها الخارجية بشكل جذري لدى تشكيل حكومة جديدة أياً يكن انتماء هذه الحكومة. لكنهم اشاروا الى ان بعض التعديلات قد تطرأ على العلاقات الصعبة مع الصين وعلى المفاوضات مع الولاياتالمتحدة حول تسوية نووية، في حال عودة المؤتمر الى الحكم.