} بعد النجاح الذي حققته بريانكا غاندي في ادارة الحملة الانتخابية لوالدتها في دائرة اميثي الشمالية حيث معقل العائلة التقليدي، يتجه "المؤتمر الى" ترشيح بريانكا لانتخابات فرعية في الدائرة خلال ايام، بعد تخلي صونيا عن مقعدها هناك لقاء احتفاظها بالمقعد الذي فازت به في دائرة بيلاري الجنوبية. اكد مقربون من عائلة غاندي ل"الحياة" في نيودلهي امس الاحد، ان صونيا غاندي تتجه الى ترشيح احد ولديها في دائرة اميثي ولاية اوتار براديش شمال البلاد حيث ستتخلى عن مقعدها لمصلحة مقعد آخر فازت به في دائرة بيلاري ولاية كاناتيكا جنوبالهند. وشكل ذلك تأكيدا لما نشرته صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية امس، عن استعداد بريانكا 27 عاماً ابنة رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي لخوض الانتخابات الفرعية التي ستنجم عن فراغ مقعد العائلة في اميثي. واشار مراقبون الى ان فوز بريانكا سيكون شبه مؤكد في اميثي، نظراً الى الشعبية العارمة التي تتمتع بها هناك وتمكنت من خلالها من تحقيق النتيجة الافضل للحزب، بادارتها حملة والدتها الانتخابية في الدائرة. وكان ملحوظا حجم العطف الذي احاط به الناخبون بريانكا في تلك الدائرة خلال الحملة الانتخابية الاخيرة، اذ كانوا يتجمعون حولها بشوق وشغف ويرددون هتافات التأييد لها ويصفونها ب"الأميرة"، الى درجة ان احد المعلقين البارزين قال ان "بريانكا فعلت في اميثي ما تجيده وهو غزو قلوب الناخبين". ويتذكر كثيرون من عائلة غاندي والمقربين منها في حزب المؤتمر، قول رئيسة الوزراء السابقة انديرا غاندي عن حفيدتها: "هذه الفتاة ستجعل الهند تنساني يوماً ما". كما يقارنون الملامح المتشابهة الى حد كبير بين الحفيدة والجدة. ومنذ اغتيال والدها عام 1991، بدت بريانكا المرشحة الابرز لحمل مشعل العائلة، نظراً الى بعد شقيقها راوول عن السياسة واهتمامها المتزايد بالعمل في الحقل الاجتماعي. ولم تخف صونيا ان قرارها دخول المعترك السياسي، يأتي تمهيدا لنقل الارث الى احد ولديها. واذا كان يؤخذ على الاخيرة انها ايطالية الاصل ولا تتحدث الهندية بطلاقة وهما السببان الرئيسيان لاحجام الناخبين عن التصويت بكثافة للمؤتمر، فان احدا لا يستطيع ايراد مثل هذه المآخذ على بريانكا. ويحظى قرار دخول حفيدة انديرا المعترك السياسي بتأييد كبير داخل "المؤتمر"، على أمل انتشال الحزب من الانتكاسة التي مني بها في الانتخابات الاخيرة، خصوصا وان صونيا لم تكن في نظر الكثيرين الحل الامثل للفراغ القيادي في الحزب منذ اغتيال راجيف. النساء في البرلمان على صعيد آخر، كشفت الارقام الرسمية لنتائج الانتخابات الهندية ان عدد النساء في البرلمان الهندي الجديد اقل مما كان عليه فى السابق، اذ دخلت اليه 43 امرأة في مقابل 49 فى السابق اي ما يشكل نسبة 8،7 فى المئة من مجموع النواب 545. ويتناقض ذلك مع "الدور الاكبر للمرأة" الذي دعت اليه الاحزاب الهندية. واضافة الى صونيا غاندي التى انتخبت نائبا للمرة الاولى، يضم البرلمان الجديد من بين ابرز الوجوه النسائية فيه، سلفة صونيا مانيكا غاندي التي تمثل الهندوس المتطرفين وفولان ديفي زعيمة العصابات السابقة الملقبة "ملكة قطاع الطرق". وثمة مشروع قانون يعود الى عام 1996 يدعو الى ان تكون حصة النساء فى البرلمان 33 فى المئة من مجموع المقاعد لكن النواب الذكور عملوا باستمرار على تعطيل اعتماده. من جهة اخرى، يستعد رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي الفائز في الانتخابات، لأداء القسم الدستوري الاربعاء المقبل، رئيسا للحكومة السادسة في البلاد خلال اربعة اعوام. وانتخب فاجبايي 72 عاماً امس، رئيسا للكتلة البرلمانية في الحزب ورئيسا للائتلاف الذي يضم 24 حزباً متحالفاً مع حزب الشعب الذي يتزعمه. ويتوقع ان يطالب الائتلاف اليوم رسميا بتكليفه تشكيل الحكومة وان يوافق الرئيس الهندي كوتشيريل رامان نارايان على ذلك. وكان حزب الشعب وحلفاؤه حققوا غالبية مطلقة فى الانتخابات الثالثة فى الهند منذ 1996.