يحتضن المغرب في صيف السنة الجارية "أوراش الصيف" بمشاركة حوالى مئة من الشباب الفرنسيين المتحدرين من مهاجرين مغاربة في فرنسا. وتعتبر هذه المرة الأول التي تقام فيها هذه الأوراش في المغرب، بعد أن نظمت في السنوات السابقة في السينغال ومالي وبوركينافاسو وساحل العاج. وتنظيم هذه الأوراش جاء كبديل لعمليات "مدن/ عطل" التي كانت تنظمها الجمعية الأوروبية لمناهضة التمييز العنصري SOS Racisme الذائعة الصيت، حيث كانت في السابق تنظم رحلات لمجموعة كبيرة من الشباب الفرنسي ذوي الأصول المغاربية والأجنبية الذين يقطنون في ما يسمى بالأحياء الصعبة، وذلك لقضاء عطلهم والاستمتاع بها، غير أن هذه التجربة كرست مبدأ الاعتماد على الغير ولم تغير من طباع هؤلاء الشباب، ولم تأت بنتائج ايجابية كما كان متوقعاً. فقررت الجمعية توجيه ميزانيتها الضخمة التي كانت تناهز عشرة ملايين فرنك فرنسي وتخصيصها لتنظيم الأوراش لهؤلاء الشباب. ويرى مالك بوضيح رئيس هذه الجمعية - وهو أول مغاربي يرأس الجمعية منذ تأسيسها سنة 1984 في باريس - ان هذه الرحلات منطق مدمر بالنسبة الى هؤلاء الشباب. لذلك فهو يشجع فكرة تنظيم أوراش الصيف التي تعد حافزاً على العمل والمشاركة في مشروع يحقق به الشاب ذاته ويكتشف ثقافته الأصلية أو غيرها فتتوسع مداركه مما يمكنه بالتالي من اعطاء مشاكله حجمها الحقيقي. وأثبتت التجربة ان الشباب الذين شاركوا في الأوراش استطاع أغلبهم التغلب على وضعيتهم المتردية وتغيير سلوكاتهم المتسمة غالباً بالعنف الى سلوك أفضل. ولانجاز مشروع هذه الأوراش في المغرب تم الاتصال بعدد من الجمعيات التي تعنى بقضايا الأطفال المتشردين والنساء وجمعيات تهتم بالعالم القروي للاحتكاك بها والمشاركة مع أعضائها في المهام التي تقوم بها. وتتوخى جمعية SOS Racisme من هذه المبادرة ان يكون الشباب المغاربي خير سفراء لبلدانهم. وللاشارة فإن الجمعية التي لها تأثير كبير في المجتمع المدني الفرنسي والأوروبي هي في صدد اقامة علاقة تواصل مع المغرب. وستكون أوراش الصيف مناسبة لإسهام الشباب في تقديم المساعدة الى الأطفال الموجودين في وضعية صعبة في الشوارع وفي مساعدة القرويين