بدأت معاناة اللاجئين من اقليم كوسوفو الى البانياومقدونيا تخف بعض الشيء نتيجة جسر المساعدات التي تصل الى الدولتين من انحاء العالم. وعلى رغم ذلك حصلت ازمة بين الدول الغربية ومقدونيا بسبب العدد الكبير للاجئين في الاراضي المقدونية وانعكس ذلك سلباً على اوضاع اللاجئين وأدى الى فرار الآلاف منهم الى دول مجاورة وأماكن مجهولة. وشاركت دول عربية بحضور بارز في توفير المساعدات الانسانية للنازحين، واشرفت الملكة رانيا العبدالله على توزيع المساعدات الاردنية على اللاجئين. وكانت الملكة رانيا مع الاميرين علي الحسين وطلال بن محمد ووزير الاوقاف عبدالسلام العبادي وصلوا ظهر امس الى مطار سكوبيا وسبقتهم طائرتان محملتان مواد غذائية وطبية للنازحين الألبان. ومن جهة اخرى افادت اذاعة تيرانا امس ان البرلمان الالباني وافق بالاجماع "على السماح لحلف شمال الاطلسي باستخدام الاراضي الالبانية لشن هجمات على يوغوسلافيا". وذكرت الاذاعة ان جميع اعضاء الحكومة الالبانية حضروا جلسة البرلمان "التي كانت تاريخية بسبب موافقة الاحزاب الحكومية والمعارضة على القرار". وفي مقدونيا اكد رئيس الحكومة ليوبتشو غورغيفسكي ان بلاده "لن تصبح منطلقاً للهجوم من اي جهة كانت، على صربيا وكوسوفو، لأن ذلك يتناقض مع الاتفاق الذي ينص على السماح لقوات الحلف الاطلسي بالوجود في مقدونيا استعداداً للانتشار في الاقليم في حال حصول اتفاق سلام وموافقة يوغوسلافيا على هذا الانتشار". وأكد غورغيفسكي موقف حكومته الذي ابلغته الى الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية والامم المتحدة انها "غير قادرة على ان تبقي في اراضيها اكثر من 30 ألف نازح الباني لاعتبارات امنية عرقية". وكانت منظمات الاغاثة الدولية انتقدت السلطات المقدونية التي ارغمت آلاف النازحين على الانتقال الى البانيا ودول مجاورة اخرى "من دون استشارة المنظمات الدولية الانسانية الموجودة في مقدونيا ومن دون أخذ رأي اللاجئين". وعلى رغم هذا الموقف فتحت مقدونيا امس حدودها مع كوسوفو لكن عدد الذين وصلوا اليها لم يتعد المئات بسبب الاجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات الصربية على الجانب الآخر من الحدود. ويتزايد القلق بين المنظمات الانسانية الدولية على مصير اكثر من 80 ألف نازح الباني داخل كوسوفو كانوا قد تجمعوا قرب المنطقة الحدودية للاقليم مع البانياومقدونيا واختفوا منذ اول من امس الاربعاء. وذكرت مصادر اللاجئين في مقدونيا ان القوات الصربية لم تسمح لذلك الحشد بمواصلة السير واحرقت الكثير من السيارات وابعدت كل الموجودين عن المنطقة الحدودية. وأفاد لاجئون وصلوا الى مقدونيا امس ان القوات الصربية وزعت غالبية الذين كانوا في تلك الطوابير على قرى المناطق الحدودية كي يكونوا دروعاً بشرية في حال حصول تدخل بري لقوات الحلف الاطلسي في كوسوفو.