عبر أكثر من 25 ألف نازح من كوسوفو أمس الأحد الى البانياومقدونيا ليصبح الذين عبروا خلال يومين الى حوالى 60 ألف شخص، في وقت كانت قوافل يقدر عددها بما لا يقل عن 70 ألف شخص تنتظر السماح لها باجتياز المنطقة الحدودية لاقليم كوسوفو مع الدولتين. وأفاد مراقبون تابعون لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية في البانيا أمس ان "خمسة من لاجئي كوسوفو لقوا مصرعهم عندما انفجر لغم تحت السيارة التي كانوا فيها في منطقة مورينا من الاقليم التي تبعد نحو 20 متراً عن الحدود الالبانية. وأسفر الحادث عن وقف حركة العبور الى البانيا لفترة قصيرة في هذه المنطقة التي كان اجتازها أول من أمس 23 ألف الباني من كوسوفو سواء بالسيارات والجرارات أو سيراً على الاقدام. وفي غضون ذلك، ذكر ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تيرانا ان القوات الصربية "اطلقت قذيفة مدفع على قافلة من لاجئي كوسوفو ما أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح 22 آخرين". وذكر نازحون وصلوا أمس الى البانياومقدونيا ان حركة الفرار من العنف الصربي تعم أنحاء الاقليم "لأن لا سبيل آخر لنجاة الالبان من موت أكيد". ونقلت اذاعة تيرانا عن وزير الخارجية الالباني باسكال ميلو اتهامه بلغراد بأنها "تسعى الى افراغ اقليم كوسوفو من مواطنيه ذوي الأصول الالبانية". وأضاف ميلو ان "الاستمرار في وصول اللاجئين بأعداد كبير الى الدول المجاورة يثبت ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش لا يريد التوصل الى حل للنزاع في اقليم كوسوفو". وقدرت المنظمات الانسانية الدولية عدد اللاجئين من البان كوسوفو الى مقدونيا بأنه "أصبح يزيد عن 350 ألف شخص". وأشار ناطق باسم مفوضية اللاجئين ان هذا العدد الكبير "زاد كثيراً عن امكانات هيئات الاغاثة ما تطلب الاستعانة بحلف شمال الأطلسي لاستخدام طائراته المروحية في نقل اللاجئين من المناطق الحدودية الى المخيمات اضافة الى ايصال الامدادات العاجلة الى هؤلاء". وأوضح الناطق في تصريح نقلته اذاعة تيرانا أمس ان الزيادة المتواصلة في حركة النزوح الى البانيا "جعلت هيئات الاغاثة غير قادرة على الحد من معاناة اللاجئين حتى في ادنى الحدود الضرورية". وتتزايد مصاعب اقامة اللاجئين الالبان في مقدونيا حيث لا تخفي السلطات الحكومية عبر تصريحات صدرت عن وزيري الدفاع نيكولا كليوسيف والداخلية بافلي ترايانوف "عدم ارتياحها لوجود أكثر من 160 ألف الباني قادم من كوسوفو في مقدونيا". وأصدرت وزارة الاعلام المقدونية أمس بياناً تلقت "الحياة" نسخة منه، يتهم حلف شمال الأطلسي بعدم الوفاء بالتعهدات التي قدمها لمقدونيا "في تقديم المساعدات للاجئين في المخيمات ونقل الآلاف منهم الى دول أخرى". واتهم البيان الحلف بأنه "يروج لحملة اعلامية واسعة وظالمة في وسائل عالمية خاضعة له ضد مقدونيا ويقول ان قواته تقوم بمهمات سلمية وانسانية للاجئين وهذا الأمر غير صحيح". وقالت وزارة الاعلام المقدونية في ختام بيانها "ولهذا لا بد من التساؤل عن انسانية حلف شمال الأطلسي!". ووصف المراقبون هذا البيان بأنه أشد ما صدر عن الحكومة المقدونية ضد وجود قوات للحلف في أراضيها، خصوصاً وأنه جاء بعد يوم واحد من زيارة القائد العام لقوات الحلف في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك لمقدونيا واجتماعه مع كل من الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف ورئيس وزرائه ليوبتشو غورغيفسكي. وكانت سكوبيا شهدت أثناء وجود الجنرال كلارك في مقدونيا تظاهرة شعبية كبيرة وتجمعاً جماهيرياً استمر خمس ساعات "طالب برحيل قوات الحلف الأطلسي من مقدونيا ووقف عمليات الحلف ضد يوغوسلافيا".