سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا تعتبر ارسال "اباتشي" مقدمة لعملية برية وتعلن عن مساعدات للصرب والالبان . رئيس الدوما الى بلغراد لاستكمال وساطة بدأت مع روغوفا وقد تنتهي بزيارته موسكو
يتوجه الى بلغراد اليوم الثلثاء رئيس مجلس الدوما النواب الروسي غينادي سيليزنيوف في محاولة لاستئناف مهمة الوساطة بين اليوغوسلافيين وحلف الأطلسي، فيما حذر وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف من ان ارسال هليكوبترات "اباتشي" الأميركية قد يكون بداية التحضير لعملية برية. وأكد سيليزنيوف اثر لقائه رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف انه ينوي "مواصلة المهمة" التي قام بها رئيس الحكومة. وذكر انه سيلتقي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، ولم يستبعد ان يعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الكبرى الذي دعا اليه الرئيس الروسي بوريس يلتسن، في حال "انفراج الوضع في كوسوفو ووقف الغارات". وفي تصريح الى وكالة أنباء "ايتار تاس" الرسمية، حذر بريماكوف من أن "الوضع يزداد تعقيداً". وذكر ان الغارات الأطلسية تستهدف البنية التحتية المدنية وأهم المنشآت الحيوية في يوغوسلافيا. وكرر رئيس الحكومة وصفه للعمليات العسكرية بأنها "خطأ مأسوي" وطالب بوقفها. لكنه دعا الى "تزامن" ذلك مع انطلاق تسوية سياسية بين بلغراد والبان كوسوفو. ويذكر ان روسيا كانت تطالب بوقف الغارات أولاً شرطاً لبدء الحوار السياسي. ويبدو ان مواقف موسكو قد تتغير في ضوء مساع تبذلها للتوصل الى تسوية بين ميلوشيفيتش والجناح المعتدل من الالبان. وأكدت الخارجية الروسية ان لقاء السفير الروسي في يوغوسلافيا يوري كوتوف مع الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا في بريشتينا، يهدف الى البحث عن صيغة "للتسوية ووقف الغارات" ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر ديبلوماسية ان روغوفا قد يتوجه الى موسكو لاجراء "مشاورات" مع كبار المسؤولين الروس. وللمرة الأولى، اعلنت روسيا انها سترسل مساعدات انسانية الى جميع الفرقاء. وذكر مستشار الرئيس للشؤون الخارجية سيرغي بريخودكو ان طابوراً من السيارات سينقل معونات الى "جميع المتضررين" ومن بينهم الالبان. وأبدت موسكو قلقاً شديداً من قرار واشنطن ارسال 24 طائرة هليكوبتر من طراز "اباتشي" ونقل ألفي عنصر من المشاة الى مسرح العمليات. ووصف المارشال ايغور سيرغييف هذا القرار الذي يترافق مع حشد القوات في البانيا ومقدونيا، بأنه "تحضير لعملية برية". ورداً على سؤال عن اجراءات الرد الروسية، قال وزير الدفاع: "تصرفنا مرهون بقرار القيادة السياسية". وأكد رئيس لجنة الخبراء العسكريين في الاتحاد الروسي ميخائيل كريمر ان ارسال الهليكوبترات سيؤدي الى "تغير نوعي في تكتيك إدارة العمليات". وأضاف ان مضاعفات خطيرة سوف تترتب على هذه التطورات ومنها ارتفاع الخسائر بين المدنيين وازدياد اعداد اللاجئين. إلا أن الجنرال ارين افاكيموف من قيادة سلاح المظليين والذي كان خدم في بعثة المراقبين الاوروبيين في كوسوفو، اعتبر احتمال العملية البرية "ضعيفاً" وقال ان حلف الأطلسي يريد ايكال مهمة التصدي للقوات الصربية الى "جيش تحرير كوسوفو" بعد أن يوفر له غطاء جوياً. وقال ان الأميركيين لن يدخلوا كوسوفو "الا كمنتصرين". وتوقع ان تهيئة المقومات لالحاق الهزيمة بالصرب تقتضي استمرار القصف "لفترة طويلة".