يتوجه رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف اليوم الثلثاء إلى بلغراد يرافقه وزيرا الدفاع والخارجية ومسؤولو أجهزة الاستخبارات "للبحث عن سبل الوقف الفوري للغارات" الأطلسية ضد يوغوسلافيا. وعلمت "الحياة" أن الرئيس بوريس يلتسن قد يتوجه شخصياً إلى العاصمة اليوغوسلافية في حال إقرار اقتراحات يحملها رئيس الحكومة، فيما أكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف أن طائرة "اف - 17" الشبح، اسقطت بصاروخ روسي. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان مفاوضات الوفد الروسي في بلغراد تهدف إلى "كسر الوضع الذي يخلق خطراً كبيراً على الأمن في أوروبا" والدفع نحو تسوية سياسية. وذكر الوزير أن "الديبلوماسيين الأميركيين لم يستبعدوا" احتمال انزال ضربات جوية بوسط بلغراد، على غرار ما جرى في بريشتينا. وأضاف ان ضربات قد تنزل بالجسور ومحطات الكهرباء والماء. وأشار ايفانوف إلى أن من وصفهم ب "الارهابيين الألبان" يشنون هجوماً واسعاً على الصرب في أنحاء كوسوفو وذلك "تحت مظلة" القصف. وقال إن هناك "تنسيقاً وثيقاً" بين الأطلسي وجيش تحرير كوسوفو الذي قال إنه حصل على معدات اتصال لتوجيه طائرات الحلف نحو مواقع صربية. وتزايدت مخاوف موسكو من حدة التوتر في البلقان. وأعلن وكيل وزارة الخارجية الكسندر افدييف ان الأحداث هناك "يمكن أن تتحول إلى ما يشبه الحرب العالمية الثالثة"، مشيراً إلى أن "العدوان الأطلسي مثيل لما قامت به المانيا الهتلرية" في الأربعينات ضد أراضي يوغوسلافيا الحالية. ونفت وزارة الخارجية ان يكون الرئيس يلتسن أو الحكومة كلفت وفد الزعماء اليمينيين الروس بقيادة رئيس الوزراء السابق ايغور غايدار بالتفاوض نيابة عن موسكو. وأعربت عن "استغرابها" للقاء الوفد مع المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك. أفكار روسية وأوضح الوزير ايفانوف أن الموقف الروسي يجسده المسؤولون المخولون طرح المبادرات، لكنه لم يقدم تفاصيل عن الأفكار التي سينقلها بريماكوف. وقال ل "الحياة" مصدر قريب من وزارة الخارجية إن خطة رئيس الوزراء تتضمن المطالبة بالوقف الفوري للغارات في مقابل موافقة بلغراد على اتفاق رامبوييه، وتقديم ضمانات شخصية من بريماكوف لعودة اللاجئين الألبان وقبول اليوغوسلاف ادخال قوات دولية تحت علم الأممالمتحدة أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، على أن تشارك فيها وحدات روسية وأوكرانية. وأعلن أن بريماكوف قد يتوجه إلى "عاصمة أوروبية" يرجح أن تكون بون بعد مفاوضاته في بلغراد، لاستكمال جهود الوساطة. إلى جانب ذلك، لم يستبعد محللون روس ان يناقش الوفد الروسي الاجراءات التي يمكن اتخاذها لدعم بلغراد في حال فشل الوساطة. الطائرة الشبح وتأتي زيارة بريماكوف وسط "فرح غير معلن" في موسكو لإسقاط طائرة الشبح الأميركية. وأكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان الطائرة اسقطت بصاروخ من طراز "كوب" روسي الصنع. وهذا الصاروخ مخصص أصلاً لحماية القوات البرية من الهجوم الجوي ويصيب الهدف على بعد يراوح بين 5.3 متر و28 كيلومتراً وعلى ارتفاع بين 25 متراً و14 كيلومتراً. وأكد سيرغييف ان الخسائر بين المدنيين بلغت أكثر من ألف قتيل في صفوف المدنيين في مقابل مئة قتيل بين العسكريين. واتهمت هيئة الأركان الروسية حلف الأطلسي باستخدام نماذج من سلاح جديد يعرف باسم GDAM مخصص لضرب مواقع الرادار ويوجه عبر الأقمار الاصطناعية. وأكدت هيئة الأركان ان القذائف المذكورة ستوضع في الخدمة في القوات المسلحة الأميركية العام المقبل. وقالت إن البلقان صار "ميدان تجارب" لها. وذكر رئيس أكاديمية العلوم العسكرية الجنرال محمود غارييف إن المرحلتين الأولى والثانية من العمليات العسكرية "لم تحققا أهدافها. وراوحت نسبة فاعليتها بين 15 و20 في المئة". وتوقع أن يعمد الأطلسي إلى توسيع "تشكيلة" الأهداف التي ستقصف، ما سيؤدي إلى تزايد الضحايا بين المدنيين. على صعيد آخر، قررت وزارة الدفاع الروسية استدعاء ممثليها من مجموعة المراقبة العسكرية في البوسنة وإلغاء عقود تدريب الضباط الروس في معاهد عدد من البلدان الأطلسية، كما سحبت البعثة العسكرية الروسية من مقر الحلف في بروكسيل.